قصة / قصيرة / الاستاذ فيصل سليم التلاوي العراق

صحيفة فنون الثقافية العربية وكالة اخبارية ثقافية واجتماعية مؤسسة فنية وادبية شاملة صفحة من يوميات عبد الموجود (قصة قصيرة) بقلم: فيصل سليم التلاوي ملّ عبد الموجود تتابع أيامه على رتابتها المعهودة كأنها قد نسخت جميعا على ورقة كربون, ودّ لو يقول متهكمًا: - إنها غدت لا لون لها ولا طعم ولا رائحة، لكنه أدرك سريعا أنه يمدحها بهذا الوصف ،فتلك صفات الماء الصالح للشرب. فهي إذا آسنة لها لون وطعم ورائحة،أي رائحة! قررهذا الصباح أن يكسر رتابة الأيام، وأن يتمرد قليلا على عادته التي أدمنها صبيحة كل يوم جمعة حتى باتت تخنقه. تلك هي جولته القصيرة في الطرقات الخاوية القريبة من مسكنه، ثم الانزواء في ركن قصي وتصفح عناوين جريدة الصباح دون تفاصيلها،لأنه يتعمد أن يترك نظارة القراءة في المنزل، فلا يستسيغ مرافقة عاهته المستجدة حيثما سار. إنه يتوجه بخطوات ثابتة صوب موقف الحافلات القريب عند دوّارالداخلية، كأن يدًا من ورائه تدفعه دفعا. عندما أشار لأول حافلة مقبلة لم يكن قد استشرف وجهة سيرها بعد، فلم يكن يقصد وجهة بعينها. ما كان يهمه سوى الانفكاك من زحام المدينة هذا الصباح والتو...