قراءة في رواية بنت الريف / قراءة الكاتبة زاهدة العسافي / العراق ..................

 

عندما استلمت رواية الكاتبة السعودية الرائعة الاخت الاستاذة فاطمة عبد الله الدوسري ( بنت الريف) . لاول وهلة شعرت أن كلمات هذه الرواية اصطفت مثل الجنود في تدريب مهني أو استعراض عسكري شامخ حيث لم تتقدم كلمة على اختها في صورة مشرقة جمعت بين تاريخ قديم من حياة الصحراء وبين خيامها التي ولدت بطلة الرواية ( حيموت) وبين حياة المدينة في مدينة الرياض وكل الصخب الجميل الذي كانت تعيشه مع زوجة أبيها الانسانة الصالحة المخلصة وهي تستذكر فقد والدها الشيخ " مترك" وقبله طبعاً فتحت عيناها على الحياة لتجد أنها مولودة، توفيت أمها دون أن تلمس حنان روحها أو تطبع قبلةً في جبينها مما دعا الشيخ مترك يكون محباً لها واغاض ذلك الاهتمام من الوالد " صايل" الأخ الذي بقي يرصد الايام ليزداد أذى لها ..
في الحقيقة انا لا اعرف أصول النقد لكنني وجدت في رواية ( بنت الريف) كما نعرف الاستاذة فاطمة الدوسري بهذا الاسم، اقسمت أن تجعل بفيض كلماتها وجميل العبارات أن تجعلنا نعيش الزمن كله معها ونرافقها في خوفها الشديد من قادم الايام وكأنها كانت تسجل ايامها بنهر من حبر الدم الذي يجري في عروقها وهي تجمع بين لطف النساء وحزم الرجال ، " سليمان " ذلك القادم من بين مكتبته الذي وهبها حبه ووهبته الوفاء وجمعت كل ايامها في محفظة واحدة وطفولتها وريعان شبابها لانها بدوية الاصل والمنشأ قوية الانتماء لأب اكرمها بالتعليم رغم الخيام التي كانت بعيدة عن مراكز الدراسة وعقيدتها ..
في جلستين فقط قرأت الرواية لانها حالة انسانية لا يمكنك الا الامساك والتعلق بها حتى النهاية ..
الكنوز من الماس والزمرد كانت تلمع بين موقف وآخر حتى الجمل التي ادخلتها الكاتبة الرائعة من اللغة الدارجة كانت جميلة في داخل اللغة العربية الفصحى( اللغة الشاعرة ) لبست الجمال واحتفت هذه اللغة ببلاغة التصوير وسلاسة الكلمات التي تنساب الى الروح وترسم لايامها مع سليمان وذكرى والدها وروائح العشب من لدن السيدة الام التي ربتها مثل الحمائم التي ربت عشتار العراق .. كانت ايام وذكريات حية وكانت الشمس كل يوم تشرق من عيونها لتزيدها وفاءً وتعلقاً بالأب الذي مهد لها الطريق وتكون طبيبة ترث ما تعلمته من الوالدة البديلة ، تلك الثواني والدقائق والايام التي عاشتها الكاتبة الرائعة ، لم تذهب حرارتها داخل الرواية التي احتفظت بها بكل جدارة .. واقتدار…
تحية حب واعتزاز الى الاخت والصديقة الغالية وكنز روايتها الرائعة ( حيموت)..
الكاتبة العراقية
زاهدة العسافي
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏نص‏‏

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لحن الحنين/ نص لينا ناصر / لبنان ..................

من رواد الآرت نوڤو: ألفونس موتشا/ مقال للناقد محمد خصيف / المغرب ,,,,,,,,,,,,,,,,,,

رؤى .../ نص للكاتبة مها سلطان / مصر.............