شؤون ثقافية / مقالة / ادارة مؤسسة فنون الثقافية الاستاذ د. عباس الجبوري عن الفنان صالح رضا / العراق ..................
مؤسسة فنون الثقافية العربية
شؤون فنية
من المعروف أن الفنان التشكيلي على مر العصور والذي يمتلك الرؤيا الفنية للمعاصرة ، يصافح المسافة ليصل مكان جوهر ما يحاكي فرشاته ، تأخذه افكاره بين الريشة واللون ، وعشقه للفن وجدانيا ليشكل اللوحة الجميلة ، بإمتلاكة القدرة الذاتية والعلمية في توضيف المدارس الفنية في تجربته محليا وعالمياً ، وخاصة بالفن المحبب لدى هذا الجيل ، لما يمتلك من قوة الموضوع وفخامة المنجز الفني التشكيلي الذي يرضي الذائقة الفنية لمعاينة الفن الراقي ، وقد يجمع صمت اللوحة وما تبوح به في الخطوط البيانية للسواق التشكيلي، حين يبدع الفنان فيضع عشقه وهدفه ، في اللوحة التي يرسمها فيغنيها من مرافيء الفكر والعاطفة و الوجدان ،
وما قلناه ينطبق على التجربة الرائدة للفنان صالح رضا والذي لقب بملك البورتريه ،،الذي يمتلك الإرادة الواعية لملم فراغ التصحر الفني في محافظه فيفاجئ الجميع بلوحاته التي تتحدث عن الوطن والطفولة والحياة .. والجدير بالذكر
شهدنا يوم الأثنين الماضي الموافق ٤/٧/٢٠٢٢ افتتاح المعرض الفني التشكيلي للفنان صالح رضا وتحت عنوان " الطفولة " الذي افتتح على قاعة متحف آثار ديالى، وهذا هو المعرض(٢٦) للفنان الكبير والذي سبقه لهذا العام المعرض (٢٤) في المركز الثقافي في حاضرة الثقافة المتنبي بالتعاون مع مؤسسة فنون الثقافية وتضمَّن - ٢٥٠- لوحة لفن البورترية لشخصيات عراقية وعربية معروفة ، ثم أقيم المعرض الشامل (٢٥) للفنان صالح رضا الذي افتتحة وزير الثقافة والسياحة د.حسن ناظم في بغداد ..حيث ترشحت لوحاته لفن البوراريه مساحات فنية واسعة أضاءت ساحة العرض لشخصيات منتقاة من رجال الفكر والفن والمجتمع وطنيا وعربياً ..
عرفت الفنان صالح رضا منذ صباح من عائلة فنية واعدة
وما الفن ابذي عايشه مبدعنا يشبه من حيث النقاء والعراقة والفترة كتنور امهاتنا الطيني الذي عكسه رسما في لوحاته ، أن هذا
الفنان إنسان حرٌّ مستقل متأمّل واثق، لديه فضول جامح لاكتشاف خبايا هذا الوجود بريشته، يمضي وقتاً طويلاً في التفكّر في عظيم صنع الخالق المصوّر لكلّ جميل... شخصيّة الفنان صالح مزيج من الإبداع والاتّزان والعبقرية تارةً، والهوس المجتمعي تارةً أخرى. هو الشخص الذي يحتفظ طوال حياته بنصاعة وتلقائيّة انطباعات وأحاسيس الطفولة ويجعلها في لوخاته، وهو الشخص الذي لم تصبه بلادة هذا العالم ولم يتكيف أبداً مع الظواهر السلبية بل ينقل إلينا ما يتعب عينينِ بريئتينِ وشغفا وعقلاً متجرّداً. الفنان صالح غارق في الجنة المؤنسة باختيار شخصياته لرسم وجوهها بفن البورتريه، حيث تتجلى أسرار الحياة الغامضة التي ليست أقلّ سراً وخفاءً من الفنّ ذاته، يجتذب بألوانه البراقة كلّ مظاهر الرقيّ والجمال، وكلّ فنان يصنع لنفسه بصمةً متفرّدةً في دنيا الفن يميل إلى العبقرية .
عودنا الفنان صالح رضا من خلال مكتبه ومعارضه ولوحاته، أن يسافر بفوضى خياله الواسع إلى أرضيّة لوحته أو أن يحاكي -أي يصوّر- شيئاً موجوداً أمامه في شكل عمل فني مذهل. وحين يقيم معرضه يلفت بفنّه نظر المشاهد المتذوّق الذي يقف متأمّلا بدوره، ويغوص في أعماق اللوحة ليستشفَّ جمالاً لايدركه غالباً إلّا أصحاب الروح والإحساس المرهف. فالصفات الخاصّة بهذا العمل أو الكائن المرسوم تصل من الخارج إلى عقل المتأمّل بطريقة قريبة من التأثير الضوئيّ وهو ينطبع في شبكيّة العين، وهذا ما يسمى الجمال المطلق عند الفنان الاصيل ، الذي لم يقدم له العون والدعم من المؤسسات الرسمية والمنظمات المهتمة بالفن والفنانين.. بل حقق النصر بمنجزه التشكيلي بمجهوده كفارس حسامه الفرشاة ....
ومن خلال معرضه الأخير " الطفولة " وجدنا متعة الفن ومتعة الفكرة ، ولذة لا تضاهى، تبدأ منذ مرحلة الطفولة لأن الطفل يلعب، والفن لعب حر، أوّل ما يبحث عنه الطفل هو اللّذة الناتجة عن الأحاسيس الشديدة أيّاً كانت،، أصواتا صارخة، ألوانا براقة، حركات سريعة، مع العلم أنّ رسوم الأطفال تختلف عن رسوم البالغين، لكنها تشترك في شعور المتعة واللّذة في الفن التجريدي أو الإنطباعي ...شكرا استاذ صالح رضا ،،ونتمنى أن يكون معرضك المقبل أكثر ابداعا ًوتشويقا، ومجسدا المعاني الإنسانية ..
د.عباس الجبوري
تعليقات
إرسال تعليق