الفنان عبدالرزاق مجدي.../ مقالة الكاتب جبار القريشي / العراق ...............

 الفنان عبدالرزاق مجدي...

صوت البصرة الذي ظلمه الأعلام ...!
لم يكن مجرد صوت، بل هو عالم خليط بالشجن والألم والحنين، يحمل في ألوانه وترانيمه طيبة العراق، و بساطة أهل البصرة، وعذوبة تمرها رغم أنه يرتوي من ملح البحر، ويتغذى من عمق حضارتها، ويتأصل من حرارة صيفها اللآهب، عندما سمعته لأول مرّة وجدته يقف الى جانب الكبار، كرياض أحمد، وكريم منصور، وحسين نعمة وفاضل عواد وغيرهم، أحسست وأنا أعيش مع صور الكلام الذي يؤدية وكأنني أحلق عصفوراً حالما في بساتين أبي الخصيب والفاو والسيبة، كان صوتاً يحمل في عمقه معاناة السياب، وحزن صيادي شط العرب، وبساطة فقراء أبي الخصيب، وحلاوة نهر خوز، وكبرياء أهل الفاو، وعنفوان أهل الزبير ومحلة العرب، في نبرات صوته وأناته حنين الوطن والأم والحبيبة، يأخذني كلما سمعته الى البصرة وأسواقها وكورنيشها وأزقتها الجميلة في سنوات عزها مذ كنت شاباً يافعاً، أتجولُ في أحيائها مزهوا مع أصدقاء الزمن الجميل، أقف عند تمثال الفراهيدي، أمر على البصرة القديمة، والأصمعي، والجنينة، والجبلة، والمعقل، والجمهورية والونبي، وكل أحيائها البسيطة والجميلة،أقف على ساحل شطها الخالد أرقب السفن والمراكب الراسية، أشم رائحة البهارات من لنجات الهنود، وأراقب حركة التجار من مشارق الأرض ومغاربها.
هذا الرجل بكل مايمتلك من موهبة، وخلق رفيع، لم يكن محظوظاً، ولم ينل فرصته التي يستحقها في الأنتشار والأعلام مثلما نالها غيره من أبناء جيله وهم كثر، وممن جاء بعده، وبعضهم ممن لايمت للفن والغناء بصلة، لكن النخلة تبقى سيدة الشجر بين كل الأصناف، والذهب يبقى سيد المعادن، والأبيض يبقى سيد الألوان، وصوت الأستاذ الفنان عبدالرزاق مجدي يبقى الصوت الأعذب والأجمل بين الكثير من الأصوات. أتمنى له دوام الصحة والموفقية والتألق .علماً ورمزاً بين الأعلام والرموز البصرية العراقية الاصيلة التي لانشعر نحوها إلا بالفخر والأحترام .
............
الكاتب جبار القريشي/العراق.

تعليقات

  1. الله يرحمه برحمته الواسعة ويجعل مثواه الجنة.. فقد غدرته به الكورونا ولم تمهله طوبلا، رحل وفي جعبته الكثير.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لحن الحنين/ نص لينا ناصر / لبنان ..................

من رواد الآرت نوڤو: ألفونس موتشا/ مقال للناقد محمد خصيف / المغرب ,,,,,,,,,,,,,,,,,,

رؤى .../ نص للكاتبة مها سلطان / مصر.............