تَتَذَّكرني أيها السد/ قصة قصيرة / للكاتبة ابتهال خلف الخياط / العراق .................
تَتَذَّكرني أيها السد
تتوالى الأيام وتتكرر ذات الأشياء ، نعم أدعوها أشياء لأنها تُترك خلف الأشخاص حين يرحلون لتموت بعدهم شيئا فشيئا كما الزرع الذي يموت صاحبه دون أن يهتم به أحد من بعده ، لكن هذا الرجل مات و مازالت أشياؤه تحضر منتصبة أمام الكل لغرابتها حتى صارت أسطورة يتلذذ بالدهشة كل من يتحدث بها. قصته أرويها لأني كنت أعيش معه كروحه في قريتنا البعيدة حيث تقاربت الأكواخ بشدة . كان من خلفها أشجارا كثيفة تحتفظ بلونها الأسود حتى في الربيع الأخضر .. فتلك الأشجار معمرة وتسكنها الأشباح كما تقول الجدة والغريب أن لا زرع ينمو ويثمر كما أنني لا أفهم سبب تمسك أهل القرية بالعيش هنا وسط حاجتهم كل يوم إلى الماء والطعام فكلهم يعملون خارجها حيث القرى الأخرى . عند جانب الطريق المؤدي إلى تلك التلال تنتصب شجرة جميلة قديمة بقدم التلال يزورها الجميع حبا ويدعونها حورية لكن لم يحبها أحد قدر حب عبدالله ربما لأنه يتيم الأم فهو في كل صباح كان يقوم راكضا من فراشه إليها ويحتضنها لساعة أو أكثر ، يوما كان في انتظاره دبور فكان صراخه عاليا من الألم وعاد حيث كوخه بحزن . مع الأيام كبر عبد الله وصار شابا في العشرين من العمر وتخرج مهندسا وسانده الحظ ليكون موظفا وهو الان يستعد للسفر حيث عمله البعيد جدا ، ها هو يسير بين الأكواخ التي قد تبدلت قليلا عبر السنين لتشبه البيوت بعض الشيء .
كان عبدالله يشم الهواء مبتسما فمدت امرأة مسنة رأسها لتدعوه بصوت عال -
عبد الله تعال أما تعبت لقد دُرت حول القرية لمرات عدة ، تعال لتتغدى فقد حان وقت سفرك عزيزي. ضحك عبد الله قائلا-
نعم يا جدتي سأشتاق لكم وللقرية وللطريق ولحورية ههههه.
كان عبد الله جميل المحيا أبيض الوجه بعينين سوداوين واسعتين طويلا بهيبة واتزان ، دائم الصمت ، لم يكن يتكلم حتى يبدأ أحدهم معه بالحديث.
والده - إيه ولدي لقد كبرت ولن استطيع أن أمنعك من شيء لكنني فخور بك و بما وصلت إليه وهو ليس بكفاحي قدر ما كان كفاحك فقد كنت أراقبك وأخاف عليك . أوصيك بأن تنتبه من الأشرار فليس كل العالم مثل هنا من طيبة وبساطة وعملك في مشروع السد فرصة عمرك كمهندس فلا تترك فرصة إلا وأتممتها .
رد عبد الله بفرح -
نعم أبي اطمئن . أنت تعرفني جيدا صبورا و لا يلهيني شيء عن بناء حياتي ومستقبلي كما أنني أحسن التدبير في حل مشاكلي..فاطمئن.
ها قد حان وقت سفره فكان في حضن والده طويلا وعانق جدته وسلم على الجميع ونزل حاملا حقائبه ليمر بالقرب من شجرته ويحتضنها وكأنه مودعا أمه. كان الوقت ضحى حين استقل العربة فالطريق طويل إلى عمله في الشمال لكنه كان مناسبا لصمته فقد كان مكتظا بالحركة حينا وحينا بمساحات جرداء كما الناس ألوان وألوان .. تذكر جلساته بين رجال القرية وأحاديثهم وكم هو حجم الجهل فيهم إلى حد كان يصاب بالغثيان حين لا يقبلون منه أن يتحدث بما يفتح أمامهم آفاق الفكر وإصلاح عقائدهم و أعرافهم التي جعلتهم خارج الحياة .
قال محدثا نفسه - لم أكن يوما خارج حياتهم لكنني كنت أقرأ وأسمع ثم أفكر و لا بأس من أن أحاول أن اجعلهم يفهمون ويعيشون بشكل أفضل .
بعض المعتقدات من الصعب جدا وربما من المستحيل أن نقضي عليها أو حتى نزيلها من الرؤوس . كان أصغرهم عمرا يتلذذ بعبارته في وجه عبدالله " انك لا تقدر أن تفعل شيئا دون موافقة أبيك فلا تكن علينا حكيما علينا " .. كلامه سخيف وهل احترام الكبير ومهادنة تفكيره و محاولة إقناعه ذلة وعبودية!
ها قد خرج بعيدا عنهم فليستريحوا منه الان.
تنهد عبد الله قائلا- آآآه كان أبي ملاذي الأمين ، وجودي بقربه يشعرني بالراحة وبقوة الروح كيف سأكون بعيدا عنك أبي ؟ ها قد بانت نهاية السفر لاشيء هنا إلا العمل والعمل باب للحياة الجديدة سأدخلها بقوة إن شاء الله ولابد لي أن أفهم نوع الناس هنا وأرجو أن لا يكونوا كما هناك حيث الإقفال والعقول المنيعة.
مرت الأيام وعبد الله يعمل بجهد وقلق فكل شيء غريب حوله .
أخذ جانبا وصار يحدث نفسه بِحيرة – ها قد بدأتُ العمل مع تنوع الناس وعقائدهم وأفكارهم . غريب أن لا يفعل التعليم شيئا في طرق التفكير! هدفي هنا يجعلني في عمل مهم أي تقصير أو خطأ فيه يؤدي إلى هلاك آلاف البشر ودمار الأراضي . ياااه عالم عنيف في كل شيء يستنفد طاقة الروح ليجعلها ريشة في الهواء ودون وجود حتى .. ههه هؤلاء من حولي لا يهمهم سوى استعطاف المسؤول ، أراهم يفشي أحدهم بالآخر أو يخرب عليه جهده ألا يمكن أن ينتصروا إلا بكذا وسائل ؟ كيف يمكن أن أعمل وسط هؤلاء يا ربي ؟ كيف يمكن أن اجعل أهل قريتي يفهمون وأنا هنا لا افهم ؟ كيف لهذا السد أن يكون منيعا فعلا بعمل هؤلاء ؟ إن الرعب يكاد يقتلني حيرة..لابد من وسيلة لأنجح. فقط أريد للسد أن يكون بخير فليس
في نيتي نيل المناصب .
ها قد مرت الأيام والأسابيع وصار يعرف الجميع والكل يحبه .لا أعداء إذن لا تخريب للعمل ، زيادة في الألفة وها قد جمعهم على أحاديث توفق بينهم الآراء شيئا فشيئا صاروا كعائلة واحدة . كان العمل يسعدهم جدا و كنت انظر إليهم ووجوههم المرهقة ليس من العمل قدر أنها من الأفكار والهموم البعيدة عن عيونهم لكنها في بيوتهم وأطفالهم.
عبدالله يحادث صديقه مصطفى - أشعر أنني قوي جدا لقد تمكنت من ردم شروخ السد في داخلي بكم أيها الأخوة الأصدقاء.
مصطفى - عبد الله أراك تصمت كثيرا رغم أن من هم مثلك يجب أن
يتحدثوا باستمرار ؟
عبد الله- هو طبع حملته من صغري يا صديقي لكن يعلم الله كم أحبكم.
مصطفى - أعلم و نحن أيضا نحبك لقد غيرتنا كثيرا منذ قدمت ، لقد كنا لا يأمن احدنا للآخر وكأن احدنا لكي ينتصر ويعلو لابد من تدمير الآخرين! غباء فعلا.. إن خلقك طيب و عشرتك طيبة. لكن ألم تحن إلى زيارة اهلك؟
عبد الله- إني اتصل بهم كل حين لأطمئن كما أرسل لوالدي المال . وسائل الاتصال الآن جيدة نرى ونسمع وربما في المستقبل نحتضن أيضا.. ههههه.
مصطفى- قم بزيارة لهم فشعور أحدنا وهو بين أهله وأطفاله أمر لا يقاس . لقد نسيت أنك لم تتزوج بعد ؟ لكن أمك وأباك يحتاجون رؤيتك.
عبد الله- أمي شجرة لأن والدتي توفت وأبي متزوج وعندي أخوة .
أنا فعلا بحاجة إلى أن أكون هناك و يا ليت الآن في هذه اللحظة (لمعت دمعة حزن في عين عبدالله فصمت).
مصطفى- آسف يا صديقي.
عبد الله- لا تأسف لقد قلت الصواب فشكرا لك..أتعلم يا مصطفى أني هناك أشعر بالغربة فأهل القرية يثيرون غضبي بمشاكل وأحاديث فظيعة ولا ينفع معهم أي جهد للإصلاح فأضطر للبقاء وحيدا بعيدا وأحيانا عند أطراف القرية.
مصطفى- كيف يمكنهم أن لا يسمعوا لك ؟ يا لضيق عقولهم!
عبدالله- هم هكذا..لكنني سأطلب إجازتي غدا.
ها هو عبد الله الآن في الطريق الذي غادره منذ أسابيع يأخذه الحنين نحو القرية المتمرسة بالسكون .غيوم داكنة تصاحبه إلى هناك ، أمطار وصوت الرعد يمازحها فهي تناغي الصيف لتعود فتتشتت .عبد الله محدثا نفسه - أتصور الآن الأشجار والأكواخ والأرض المبتلة وأبي ينتظرني مبتسما و جدتي تخبر الجميع بقدومي وتجهز لي أكلاتي المفضلة ..اغفروا لي غيابي الطويل فكم آمل أن أرى تغييرا ما في حياتكم وعلى الأقل تضاهون غيركم من أهل القرى الأخرى.
كان منظر المياه المتسللة إلى جانبي الطريق يثير البهجة فهي كأطفال صغار يخافون الدهس..ما أجمل الحياة والطبيعة لكن على أن ننظر إليهما من قلوبنا. وصلت السيارة ليترجل منها حاملا حقيبته . صادف مرور امرأة وفتاة بقربه فالتفت ملقيا تحيته عليهما وقد ذهب نظره نحو البنت ليرى فيها جمالا وبسمة تحمل جوابا لتحيته.. فرد الابتسامة بمثلها قائلا- أنتما من قريتي ؟! لا أعرفكما !
قالت الأم- جئنا قبل أسبوع فقط يا ولدي ففيها أخوتي . زوجي توفى ونحن بحاجة للامان.
عبد الله- كلنا معك يا خالة وأهل القرية هنا طيبون ويعيشون كعائلة فأهلا بكما.اسمي عبدالله لكنني أعمل بعيدا عن هنا وجئت في إجازة .. لكنني بالخدمة.
الفتاة - هل من الممكن أن نحكم على القلوب بسرعة ؟
عبدالله مندهشا من سؤالها- لا يمكن الحكم على أي شيء بسرعة!
الفتاة - مممم لكنني عرفتك بسهولة !
الأم - ابنتي طيبة وقد علمها والدها جيدا وأكملت دراستها الجامعية و أدعو الله أن تحصل على عمل.
عبد الله - بأذن الله تحصل . وما تخصصك ؟
الفتاة- اسمي عبير وتخصصت باللغة العربية .
عبدالله - إذن تحبين الشعر والأدب يا عبير .
وانتهى الحديث بوصولهما منزلهما .
أطرق عبد الله رأسه مبتسما مندهشا للباقة عبير وسهولة قراءتها له . نبض قلبه بحب لم يعرفه يوما وربما لم يفكر يوما بمعرفته فقد كان دائما بعيدا عن نفسه.
دخل بيته بفرح كبير وهو ينظر في وجوههم ومحتضنهم واحدا تلو الآخر . لكنه لم يلتقِ بعبير ولا بأمها خلال إجازته رغم أنه كان يبحث في وجوه المارين أمامه وهو يسير في القرية .وفي يوم عودته إلى عمله حمل حقيبته وكيسا آخر يحمل ما عملته له جدته من طعام وسلم على الجميع وسار خارجا من القرية لتكون عبير هناك بانتظار سيارة للمغادرة . تفاجأ عبد الله ووقف بقربها فبدأته بالسلام .
عبدالله- السلام عليك عبير يا
للصدفة ! لم ألتقِ بك طوال أسبوع الإجازة هل أمك بخير؟
عبير- نعم بخير وأنا الآن في طريقي إلى تقديم طلب للعمل في فرصة وجدها لي خالي ، أرجو أن أحصل عليها لأنني لا أحتمل أن أكون عالة على أحد .
عبدالله- لا أعلم لماذا لكنني متأكد من حصولك عليها.
عبير- شكرا لك لقد ارتحت قليلا.ها قد جاءت السيارة .لكننا سنكمل الحديث هههه.
عبدالله- إنها أجمل صدفة يا عبير وبالمناسبة اسمك جميل جدا.هههه.
وكان الطريق بلا ملامح فكلاهما كان خارجه في حديث يكمل احدهما به الآخر. جمعتهما القرية فهل سيكون لهما زمنا فيها؟ وبقي التواصل بينهما وحصلت عبير على الوظيفة وبدأت حياتها مع أمها تأخذ نسقا مستقلا واستقرارا ففكرتا بالانتقال إلى بيت بقرب عملها فتم ذلك .
مرت الشهور وعبير بالانتظار لأن تسمع من عبد الله كلمة تريدها لكنه يخفيها ويتركها تتألم مع كل حديث لوالدتها بجدوى هذا الحب ! فهل عبير فشلت في معرفة حقيقة قلبه؟ فقررت أن تتكلم . رّن هاتف عبد الله لتكون عبير - أهلا عبير صوت جميل اسمعه وسط إرهاق العمل. عبير- متى تكون إجازتك؟ عبدالله مستغربا - بعد أسبوعين ! هل حدث شيء ؟ عبير- إنه حدث مفقود أريد أن أجد زمنه . عبدالله- هههه تعبير جميل عزيزتي سألاقيك بمجرد وصولي لأني مشتاق جدا.
عبير- وأنا أيضا .إلى لقاء.
تركت عبير الهاتف قبل أن تسمع رده كان الحزن يترك لمساته على وجهها وصوتها.
وجاءت رنة الهاتف تحمل عبدالله متصلا بعبير لتطلب منه أن يزور بيتها وكان اللقاء معها وأمها . عبير- عبد الله هل تحبني؟ عبدالله - نعم يا عبير!
عبير- مرّ وقت طويل ولابد من تفسير لصمتك عن طلب يدي للزواج.لا أحب أن أبدو كفتاة عمياء بالحب .
عبدالله- إنما احتاج الوقت لتدبير أمري فالزواج يحتاج أشياء كثيرة غير الحب عزيزتي .نصف راتبي لأهلي وما يتبقى لا يكفي لأفتح بيتا.اصبري معي.
حين دخل عبدالله الدار لمحت جدته تغير وجهه فقد ظهر الحزن عليه فقالت له – ما بك ولدي ؟
نظر إليها قائلا – عندي مشكلة يا جدتي قد تقتلني. وقفت الجدة مرعوبة - يا ستار! ما الذي حصل ؟ عبدلله – إني أحب فتاة وأريد أن أتزوجها . الجدة – تعلم أنك لن تتزوج غير ابنة عمك حميد هذه أعرافنا ولن تغيرها.
دخل أبو عبد الله ولاحظ تغير الوجوه فسأل لترد عليه أمه – ابنك يريد الزواج بغريبة .
عبدالله – لن أتزوج غيرها يا أبي.
رد أبو عبد الله – لست حرا يا ولدي لقد تزوجتُ مرتين بهذا الشرط و أمي تعلم أني أحببت في سنك فتاة من القرية ولكن بنات عمي كن الأقرب وعشت مع أمك والآن مع أم أخوتك بخير .وهكذا تزوجت عماتك أيضا .
عبدالله – لن أتزوج غير عبير .
أبو عبدالله- هل تعصي أمري؟
عبدالله – لن أعيش بما تتحكم به أعرافكم لأني ارفضها بالكامل.
أبو عبدالله – ترفضها ؟ سأقتلك قبل أن تجعل رأسي في الأرض ..
قالت الجدة بعد صمت – نريد أن نحرم الجميع مما حرمنا منه . كم آذاني جدك . لم يحبني قط رغم أني ولدت له خمسة ذكور . يدعوني بالقبيحة وبظلم الزمن له .. تزوجت بعمر يافع وكنت أعمل ليل نهار وحين يعود من عمله كان يشيح بوجهه عني .كم قاسيت وتمنيت منه بعض الحب . لم يقصر علي في غيره لكنني بشر.
أبو عبدالله- تعلم بني أن هذا الأمر سيكسر بنت عمك وقد سميت لك منذ الولادة.
عبدالله - لم أهتم أو أُظهر لها يوما أي حب . لن أضحي بحياتي لأرضيكم . هكذا قررت.
أبو عبدالله – أرجوك بني فكر جيدا .
قامت الجدة – عبد الله سأخطب لك البنت ولا يهم أحدا .
صرخ أبو عبدالله – أمي هل جننت؟
ردت عليه – لا ياولدي وعليك أن تتحرك لتحمي ابنك من دوامة الحزن التي نعيشها لعله الأول في كسر القيود فلنتركهم يعيشون بحب . سأقنع أخوتك بالأمر وليتركوا أبناءهم يعيشون دون سلب قلوبهم .
لقد كان عبد الله الأول في القرية ليتبعه آخرون . بدأ الحال يتغير والأشجار تبدل لونها كما شجرة عبد الله أينعت . وتمت الخطبة وكان الشيخ يتلو عقد قران عبد الله وعبير والفرحة تتطاير من قلبيهما . انتهت إجازة العمل وحمل عبدالله حقيبته لسفره فاستوقفته الشجرة ليحضنها مودعا على أمل العودة ووعدها بأن يزرع قربها شجرة تكون عنوان حبه وفرحته .
وصل عبدالله مكان عمله واستقبله الأصدقاء بالتهاني فقد كان مسرعا في نشر الخبر . تغيرت نظرته لكل شيء صار ينظر للسد ويشعر أنه أمده بالقوة ليقف هكذا ويحقق أمنيته و أخذ يحدث نفسه وهو يقف عند السد – قد اسكن هنا قريبا منك فقد تناغمت ضربات قلبي مع قوة صمودك فلا تخذلني وتنهار يوما أرجوك وسأبقى أحرسك ليل نهار.
عبد الله وأصدقاؤه بسطوا الأرض وقد أقاموا حفلة شاي وحلويات بمناسبة خطوبته فسأله احدهم – متى العرس ؟
ضحك عبدالله – عندما يمتلأ الجيب.
فرد عليه – لنساعدك بعمل جمعية ونعطيك ما تحتاج لتكمل مشروعك قبل أن يخربن عليك زواجك ..
رد عبدالله بخوف – يا ستار!
أجابه آخر وهو يضحك – يا عزيزي إنهن النساء والغيرة تقلب وتضيع كل شيء.أسرع يارجل .
عبدالله – لكني أفكر بأن أقيم هنا بالقرب من السد . أجد منزلا بسيطا وأجهزه وأتزوج وهي موظفة أيضا وسأنقل عملها إلى أقرب مكان.
أجابه آخر – نِعم الرأي وهو سهل توجد شقة في نفس العمارة التي أسكن بها تعال معي لتراها ونساعدك بمبلغ إتمام زواجك بجمعية بيننا.
شعر عبد الله بالراحة وبأن الحياة تحبه وتسير كما يرغب . تم الأمر كله ولم يكن أحد من أهله يعترض على قراراته بل كانوا ينظرون إليه بدهشة وبدأت القرية تتغير وكانت حركة الشبان تتزايد وأخذت الأرض تعطي خيرا ونسمات طيبة تمر كل يوم عليها مع شروق الشمس.
ابتهال خلف الخياط
لوحة عن الريف
صالح رضا
تعليقات
إرسال تعليق