#تحسين_الذائقة سينوغرافيا_الالفاظ/ مقال د. جبار خماط / العراق ................
#تحسين_الذائقة
#سينوغرافيا_الالفاظ
طال الحديث وتشعب وتشاكل حول مفهوم السينوغرافيا ، هل جاء من التصميم أم من التشكيل وتعاضد مع المسرح ، ليكون تأثيثا بصريا وسمعيا على حد سواء ، فالسينوغرافيا لا تختص بالبصري حصرا , بل تشترط حضور السمعي في وحدة متاغمة تكون موازية للفعل الأدائي او ساندة له ، أو مجرد خلفية تتواصل مع الحدث على نحو الرمز والتلميح وليس التصريح بالواقع .
ذات وقت ، في تسعينيات القرن الماضي ، حدثنا شيخنا العارف بالمسرح ا. د. سامي عبد الحميد ، ان السينوغرافيا لفظة لاتينة استعملها الايطاليون وعرفوها بأنها "فن تصميم المدن "
واذا اردنا الانطلاق من هذا التعريف والأصل ، نجد المدينة هي العرض بناسه وبيئته ، والسينوغرافيا هي المغذيات البصرية والسمعية المحيطة بالفعل او المتغلغلة فيه .
واذ أقرأ الكلاسيكيات اليونانية ، وجدت ثراء السينوغرافيا في مسرحية ( اوديب في كولون) لسوفوكليس ،
اذ تقول انتيجونا لأبيها اوديب :
اما هذا المكان الذي نحن فيه ، فمكان مقدس من غير شك ، فانه مغطى بالغار والزيتون والكرم ومن وراء اوراقه الخضر تغني بلابل لا تحصى ، هنا ارح جسمك على هذه الصخرة ، فان هذا الطريق التي قطعتها طويلة شاقة .( P. 258)
لنعيد ترتيب الحدث سينوغرافيا :
1- المكان
2- اوراق الغار والزيتون والكرم
3- غناء البلابل ( صوت)
3- صخرة
مقطع سينوغرافي متوافق مع روح الاداء الذي يشعرنا بهيبة المكان المقدس وتزاحم اوراق الاشجار المتنوعة مع اصوات البلابل ، وينتهي بشيخ متعب غريب وصخرة . واذ يكون العرض المسرحي هو اختزال وتكثيف للواقعة الدرامية في النص ، فأنه يكتفي بالصخرة فقط على خشبة المسرح معادلا موضوعيا لسينوغرافيا الالفاظ التي تظهر على لسان المؤدي / الممثل
لذا ما نجده الآن في كثير من العروض المسرحية ، ثرثرة بصرية وفوضى الحواس ، من دون مسوغ علمي أو فني ، مما يعد تقويضا للتناغم والتوافق البصري والسمعي الذي تنادي وتدعو اليه عمتنا السينوغرافيا .
رفقا بها وبنا يا اصحاب العروض المسرحية ، فقد ساح الممل وفاض.
تعليقات
إرسال تعليق