عن المرأة / مقالة زاهدة العسافي / العراق ...............

 بعد أن ادركني الليل وانا أفكر ما الذي اكتبه عن الأم العراقية ، تتراصف أمامي الصور وتكثر وتجتمع وتتزاحم .. هل اكتب عن الأم الثكلى أم الشهيد، أم اكتب عن الصابرة المحتسبة بعد أن كانت ربة بيت جرفتها الظروف لتسكن أرصفة الوطن وتبيع الشيء البسيط لكي لا يجوع الصغار ، أم اتحول الى التي باعت حاجيات دارها لتركض خلف ولدٍ تم اعتقاله لتفك أسره .. أين تاريخ العراق وشموخه من هذه المرأة العظيمة التي تفتدي بروحها وصحتها وجهدها وتعب سنينها لتنال ولدها معافى لا يحتاج أن يكتوي بنار البطالة أو ألم الفقر والمهانة..

في يوم ما كانت العراقية تقف على اسوار بابل وتتأكد أنها على ارض الانبياء والرسل والعلماء والشعراء وكل شيء جميل مرَّ الى التاريخ عبر ارض العراق..
عندما نزرع فيها سنبلة كانت تنبت ذهباً وإنسانية تغطي حدود الارض كلها
لا يعرف الغيّرة العراقية الاّ من زار مضارب سومر وأكد واشور أو قابل رجلاً بهوية وشهامة عراقية
كانت النيران ليلاً هي الدليل الى مضايفنا
حتى الفقراء والمعسرين لبسوا ثوب الكرم ثم تكفنوا به بعد الممات
تحية اعتزاز واجلال لكل أم عراقية وهي تمسك بوابة بابل وتسير في شارع الموكب وتزرع الياسمين في جنائنها المعلقة ...
تحية لعشتار وكل أم حملت الرسالة بأمانة حتى التي نزحت من دارها وسكنت البراري
زاهدة العسافي
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏حجاب‏‏

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لحن الحنين/ نص لينا ناصر / لبنان ..................

من رواد الآرت نوڤو: ألفونس موتشا/ مقال للناقد محمد خصيف / المغرب ,,,,,,,,,,,,,,,,,,

رؤى .../ نص للكاتبة مها سلطان / مصر.............