دراسة تحليلية وأدبية / مونودراما اليوتيوبر/ محررة صحيفة فنون الثقافية / الناقدة مروى احمد / مصر ...................

 دراسة تحليلية وأدبية : للناقدة مــروة أحمد

* مونودراما اليوتيوبر*

الموهبة الحقيقية هى التى تصارع من أجل الظهور وأستغلال الفرص،و مع تطور الزمان يختلف الشكل والمضمون حتماً فتقديم موهبتك التمثيلية للعالم أجمع لم يعد أمراً مستحيلاً ؛ مهما كانت أمكانياتك وهذا ما حققته التكنولوجيا فى عصرنا الحالى ،وبين فن المونودراما الذى يعتمد على الممثل الواحد من خلال ظهورة على خشبة المسرح لتقديم خطبة او مشهد تمثيلى ، وفن اليوتيوبر الذى يقدم محتوى فنى عبر وسائل التواصل الاجتماعي من خلال الأنترنت نكتشف الكثير من المواهب الفنية على مستوى العالم

عودة فن المونوداما باليويتوبر:

ومن هنا نطرح السؤال هل اليوتيوبرهو أمتداد لفن المونودراما بشكل جديد أم لا؟ وهل هناك أوجه تشابه أو أختلاف بين ممثل المونودراما وممثل اليوتيوبر ؟، علينا أولاً أن نوضح الفرق فيما بينهما

المونودراما :يعد فن المونودراما من الفنون الراقية جداً حول العالم وهو أحد اشكال المسرح التجريبى حيث تطورت واتسعت رقعتها خلال القرن العشرين ولفظ "مونودراما" مشتق من كلمه إغريقية وهو فن الممثل الواحد وفى بعض الدول يطلقون علية " One man show" وقد كان "ثيسبس" هو أول من قدم هذا النوع من الفن حيث بدأ لعبته المسرحية عندما وقف على حجر وأخذ يقدم عروضاً مسرحية ،وبعد ذلك قام بصنع عربه من طابقين وأخذ يطوف بها المدن والساحات والميادين العامه فهو يعد أول فنان يقدم عروضة المسرحية بشكل فردى عام 534ق.م ثم بدأهذا النوع يتلاشى تدريجياً ولكنه أخذ فى الظهور مجدداً على يد مجموعه من الفنانين مثل " برناردشو " عام 1900 لتولد على يدة أول رواية تسمى "بيجماليون " ثم جاء بعد ذلك "انطوان تشيكوف" الالمانى وقدم عرض (مضار التبغ ) ولاقي نجاحاً كبيراً ولكن تدهور الحال بشأن هذا النوع من الفن لأختلاف بعض الفنانين علية بزعم أن المسرح هو فى الأساس عمل جماعى وليس عملاً فردياً ،وذلك من أجل توفير فرص كبيرة لظهور الكثير من الفنانين ،وكان من ضمن الفنانين المعارضين لهذا النوع من الفنون هو "بيتر بروك " لأنه كان يرى أن هذا اللون المسرحى يفقد المسرح كثيراً من تألقه وقيمته الخاصه به ،وأن الحوار الدرامى المتبادل بين أكثر من ممثل يؤسس الفعل الدرمى من خلال التفاعل النفسي والوجدانى بين الممثلين ، وتبنى هذا الرأى أيضا أصحاب المدرسة الرومانسية والواقعية وبعض المدارس المسرحية الأخرى .

أشكاليات فن المونودراما :

جدير بالزكر أن هذا النوع من الفنون يلقى جدلاً واسعا وأشكاليات كثيرة ، لأنه يعتمد على الممثل الواحد الذى يقدم خطبة او مشهد تمثيلى مطولاً بمفردة غالبا يناقش فية همومه الداخلية ومعاناته مع أسرته أو داخل المجتمع الذى يعيش فية من (غلاء اسعار وبطاله وعنوسة وضغوط نفسية من العمل والأسرة ...) عبر خواطر أو أبيات شعرية أو مقاطع غنائية واستعراضية أو من خلال نكات وقفشات كوميدية ومشاهد تراجيدية ،ويعتمد فية على الارتجال ولغه الجسد وهو بذلك يحمل على عاتقة عبأ مسؤلية العرض المسرحى كاملاً لأنه هو الوحيد الذى يحق له سرد قصته والغناء والرقص وإصدار الأنفعالات الداخلية والخارجية وسرعه التحول من حال لحال ومن شخصية لشخصية دون أن يخل بشروط اللعبه المسرحية ودون إحداث خلل فى الايقاع المسرحى ، لذلك يجب علية أن يتحلى بالكثير من المهارات التمثيلية ، وأن يكون قادراً على ملئ الفضاء المسرحى و جذب أنتباه المتلقى له طوال فترة العرض حتى لا يحدث ملل ،ويمكن لنا وصف هذا النوع من الفنانين بالتعبير المصرى الدارج (صنايعى مسرح ) ،وبعد أن تعرضنا لمفهوم المونودراما وممثل المونودراما ، نطرح أيضا مفهوم اليوتيوبر او ممثل اليوتيوبر والفرق بينهما ولكن ،اذا ماهى قصة اليوتيوبر وكيف بدأت فى الظهور ؟ وهل هى حرفة أم وظيفه

اليوتيوبر بين الموهبة الأحتراف :

مع كثيرة أنتشار وسائل التواصل الاجتماعى من خلال شبكات الانترنت وتحول العالم لقرية صغير ، أنتشرت العديد من الصفحات والحسابات الرسمية لبعض الموهوبين فى مجالات عديدة مثل ( الرسم والنحت والحرف والصناعات اليدوية ...الخ)ولكن نحن الأن لسنا بصدد الحديث عنها ،على الرغم أننى اعتبرها أحد مظاهر العروض الفنية ،ولكن نخص بالزكر فيها فن التمثيل فأنتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى الكثير من الفديوهات ذات المحتوى التمثيليى الذى يقوم به الشباب الموهوبين بالغناء والتمثيل والرقص ومناقشة قضايا المجتمع فى قالب اسكتشات كوميدية او تراجيدية متنوعه ،حيث يقوم الفنان الموهوب بالجلوس فى غرفتها مستخدما بعض أجهزة التكنولوجيا الحديثة من ( هواتف محموله او لاب توب أو أيباد أو تابلت او كاميرات ديجيتال لديها القدرة على إحداث مؤثرات متنوعه فى تغير خلفية المنظر او الصوت والصورة والتى يطلق عليها ( ,( Facial expressions مستعينا ببعض عناصر اللعبه التكنولوجية مثل اجهزة الصوت ذات الحجم الصغير ( Ear Headphone ,Ring Light ) لتمكنه من صنع محتوى فنى يقوم فية بتقديم مشهد تمثيلى او غنائي ثم ترويجه عبر الفيس بوك او تويتر او اليوتيوب من خلال حسابه الشخصى ، فكما زكرنا سابقا أن تقديم موهبتك للعالم أجمع لم يعد أمراً مستحيلا وأنما غاية فى السهولة ،ولكن مع كثيرة هذة الصفحات والمواقع وكثرة عدد اليوتيوبر على مستوى العالم أصبح الأمر يشهد معركه تنافسية شرسه .

صناعه المحتوى الرقمى وكيف يقرأ الصناع جمهورهم ؟

اذاً من لدية القدرة على صناعه محتوى فنى يجذب المتلقى ويحقق نسب مشاهدة علية تصل للملايين وتحقق أرباح مالية بالدولار فكلما كان صانع المحتوى لدية القدرة على تقديم عمل فنى او محتوى فنى بأمكانيات تكنولوجية عالية ولدية القدرة على دفع مبلغ من المال فى عمل حملات أعلانية و ترويجية فى الموقع المسجل علية لهذا المحتوى الرقمى ،يمكنه الفوز بنسب كبيرة من المشاهدة وكلما كان لدية القدرة على استخدام برامج الفوتوشوب الحديثة واستخدام مؤثرات تكنولوجية هائله كلما كان محتواه الفنى اخذ فى الانتشار محققاً بذلك أكبر نسبة مشاهدة عالية ،وهناك بعض المواهب الفنية التى لجأت لبعض شريكات الدعاية والاعلان وأيضا شراء بعض البرامج التى تحقق الأنتشار ولكن فى نطاق الكترونى قد يكون أقل انتشاراً من الفيس واليوتيوب ،مثل برنامج او ابلكيشن (أستار ميكر او اللوبيس... ) لانها غير مدعومه مادياًوغيرها من البرامج الرقيمة الموجودة على ( App store) فكثيراً من المواهب الفنية الشابه بالتمثيل او الغناء او الرقص الاستعراضى او العزف على الآلات الموسيقية يحاولون الأستعانه بهذة البرامج لتقديم موهبتهم نظراً للصعوبات الكثيرة التى وجدوها فى الحياة الواقعية لان شريكات الأنتاج الفنى والمؤسسات الخاصة والحكومية المنوطه بأكتشاف المواهب واعطائهم فرصة الظهور عدهها ضئيل جدا ،ولم يكن بأستطاعتها أستعاب كل هذة الأعداد من المواهب الشابة لذلك لجأ البعض منهم اليها ، لخلق فرص عمل وانتشار لهم، ومنهم من حالفه الحظ وحقق نجاحاً وأنتشاراً واسعاً لدرجه أن أسرهم من بعد اعتراض شديد على هذه الموضه بدأوا بمشاركة أبنائهم لأن الأمر أصبح له مميزات مادية واعلامية كبيرة ،ومنهم من لم يستطيع الصمود فى هذا الفضاء الرقمى لانه لا يستطيع تطوير نفسة باحدث الوسائل التكنولوجية والرقمية ، ولكن بالنسب العالمية الموجودة أصبح الانترنت ووسائل التواصل الأجتماعى هى الملاز الأمن والوحيد للفنان المغمور الذى يريد تقديم موهبته الفنية لأنها تعد أسهل نافذة وأسرع وسيله أنتشار يمكن له أطلاق موهبته الفنية من خلالها