الحوار والنقاش وأختلاف وجهات النظر .. (1)/ مقال / الشاعرة والفنانة التشكيلية د. يسرى محمد الرفاعي...................
حرية التعبير عن الرأي وإدارة النقاش بطريقة حضارية بين جميع الأطراف تعتبر فلسفة بحد ذاتها ..الحوار والنقاش في الأمور الحياتية مهم جدا لنا جميعا لآنه يعتبرالركيزة الأساسية للتعايش وأنجاح بعض الأمور المهمة لحياتنا ، فللحوار والنقاش فلسفة معينة .. ومن أطقن تلك الفلسفة كان مبدعا فنانا لآنه قدرعلى أحتواء جميع الأطراف وتسوية الأختلافات بين جميع الأراء.. كما هو متعارف عليه الكثير منا يتشبث برايه وهو لا يعي ما يدور ولا يفهم ما يقصد بالحوار أو الوصول إلى نقطة معينة يتوافق عليها جميع الأطراف .. فمنهم من يتصلب في رأيه ويتعصب له وهو على خطأ لمجرد أنه لا يريد أن يظهر أنه على خطأ أو رايه لا يحل ولا يربط في الموضوع المراد الوصول إلى حل يخدم جميع المصالح والفئات .. فأختلاف الرأاي لا يفسد للود قضية .. فبعض الدول والبلدان يكون فيها مساحة محدودة للحوار والنقاش والديموقراطية التي تخدم بعض القضايا المجتمعية وبعض الدول لا يوجد فيها حرية للتعبير عن الراي ابدا ..
الحوار والنقاش بين بعض الأشخاص وبعض الفئات على بعض الأمور المصيرية والحياتية ، يشدك ويجذبك لما تجد لديهم من توافق وتشجيع وحقانية في قول الحق والصواب ولما تجد من نظرة صائبة وثقافة واسعة تسمح لك بقول ما عندك وسماع رايك على علاته .. أنهم بمعنى الكلمة يأخذون برأيك ويتقبلون الرأي الآخر برحابة صدر ويضعونه على طاولة النقاش بكل محبة دون تذمر ودون النظرة الفوقية أو الدونية لما هم يقابلونهم على طاولة الحوار والنقاش ..فوجب على كل منا أن يبدأ بنفسه وذاته ويغربل رايه هل هو يقبل للصح أم الخطأ .. وبالتالي يقيس على من حوله فنجامل حينما نجد أن الشخص قد يلين ويبدأ بالتفاعل وفهم الموضوع ولكن وجب عدم القسوة والقذع بحق من يخالفنا رايه ولو تصلب فيه وعاند ..
فالحواروالنقاش حول قضايا مجتمعنا من أهم وسائل التواصل بين الأفراد وطبقات المجتمع ..فلكي تكون محاور ناجح تتقن الحوار والنقاش وسع صدرك وأملآئه بالصبر والهدوء ووجب أن تكون لبقا في التعامل حتى لا تقسو بكلمة أو فعل على من تحاورهم لتقنعهم بهدوئك وأتزانك وخبرتك في الموضوع ..
ولا ننسى أن الحوار والنقاش وأختيارنا للكلمات المنمقة الجميلة يدل على عمق شخصيتنا وثقافتنا ووعينا وأسلوبنا وسلوكنا وأخلاقياتنا لذا وجب مناقشة المواضيع مهما كانت صعوبتها وغاياتها من جميع الجهات والزوايا لنقرب المسافة بين الأطراف المختلفة والتي تدير الحوار والنقاش .. حتى يصل الجميع إلى حل يرضي جميع الأطراف .ولنا في رسولنا العظيم الكريم أسوة حسنة في النقاش والحوار وكسب جميع الأطراف بدماثة خلقه وعلمه وثقافته ووعيه .. فمهم جدا أن تكون ذا فكر إيجابي وتترك السلبية لآن الأيجابية تكسبك صولات وجولات..
الحوار والنقاش فلسفة وفن وإبداع وأدب وتأدب مع الكبير والصغير..
وجب الآلتزام فيه بالرفق والتسامح والمحبة والرحمة كيما نجعل من يناقشنا يتوغل في الكرة والحقد علينا قبل أن يفهم ما يدور حوله وماذا نريد من كل طاولة الحوار .. فمن خلال أدارتك للحوار وتجاذب أطراف النقاش وجب التغاضي أحيانا وأحيانا التنازل وأحيانا الرحمة والتسامح لتستمر في الحوار والنقاش ولا تغلق الأبواب بقسوة وعنف لتصل لطريق مسدود ..
فهذا النقاش والحوار بمثابة أمتحان قوي لشخصية المحاور وحضارته وثقافته وضبط نفسه وعدم التهور وربما كتم غيضه في بعض الردود والمحاور فالحوار والنقاش الراقي والهادىءيدل على كم المحاورة ناجحة
وكم المحاورين ثقافتهم عالية وأسلوبهم راقي كما يدل كم يمتلكون من الضمائر اليقظة والآنسانية فأجعل من محاورتك ونقاشك ، تغلب عليها الديموقراطية وحرية التعبير دون ضغوط ودون تدخل ودون المسابقة في الردود على الآخرين / إجعل من محاورتك شافية كافية تخدم جميع ألأطراف بالأخذ والعطاء برحابة صدر وأبتسامة تعلو المحيا وتعمق الأطراف في البرهان والحجة التي تؤكد الأقوال والمداخلات فكن محسنا أن كانت القضية لك وتهمك وتنازل عن بعض الأمور لتراضي جميع الأطراف تكن من المحسنين اللذين احبهم الله وأكرمهم ..بهذا الخلق .. خلق التسامح والمحبة والإخاء والرحمة ..
الشاعرة والفنانة التشكيلية
د. يسرى محمد الرفاعي
سوسنة بنت المهجر
تعليقات
إرسال تعليق