احلامي ...وهوسي ... وهذياني.../ نص سردي / علي حداد / العراق ..........
...
احلامي ...وهوسي ... وهذياني...
علي حداد
الاحتضار على فراش الكتابة.. والموت في قصصها ..وان يغتسلوك بحبرها ويكفنوك بورقها ..ذلك ما ستتباهى به امام موتى الأرض جميعا !
الاهداء :الى المرحوم الشاعر الوحيد الذي لم يك يخشى الموت ولاحصار القبر ولا جهنم لانه كان نقيا مثل ماء ...سلمان داود محمد الذي سوف لايرضيه اهدائي ابدا
لم تكن حكايات جدتي كما يشاع....هي السبب في خرابي .. كانت الاصابع تشير الى جدي وولعه بحكايات الشاطر حسن وعلاء الدين ومصباحه .......
وعنتر وعبلته والزير سالم وووو...كنا احفاده واولاده يجمعنا دفىء مدفأة علاء الدين في ليالي الشتاء الباردة لنصير جميعا اذان صاغية خشية ان يفلت حرفا من بين اسنانه المتساقطة فتذهب بهيبة القصة ..ومن هنا راح عشقي للقص يترعرع وينمو عوده.. بمجلة السوبرمان والرجل الوطواط..والسلسلة القصصية البسيطة للشركة اللبنانية..الى ان وقع المحظور وصادفت روايات اجاثا كريستي فرحت التهمها التهاما عجيبا.وقصة حياتها صارت حلمي الكبير الذي سيطر على كياني تماما كنت حينها في 14من عمري وقصتها تقول انها كتبت روايتها الاولى في ال 13 من عمرها احسست ان القطار قد فاتني فكتبت روايتي الاولى ..وعلى ظهر الغلاف الملون .. كتبت اول كاتب عراقي في القصة البوليسية..وصورتي على ظهر الغلاف والمضحك انني كتبت سيرتي الذاتية!!نشرت في العام 1968 وكنت حينها ابن ال 16عام وكلفت ابي في وقتها 160دينار ولابين قيمة هذا المبلغ كان سعر متر الارض في شارع فلسطين250 فلسا .. وحين طبعت ونشرت .. كنت اقطع شارع الرشيد من الباب المعظم وحتى الكرادة خارج اعدل روايتي و..ارتب مكانها واذا اخبرني حسن الاعور ان نسخه نفدت اركض فرحا لاتسعني الدنيا الى الشركة اللبنانية التي تولت توزيع الكتاب وكان مكانها في منطقة السنك ..كان سعر النسخة 50 فلس حسبتها حسبة عرب 5000نسخة في 50 وها قد ربح ابي 140 وساكون مثل الانسة اجاثا ستفرد لي دار النشر بيتا خاصا ويقول لي صاحبها بتوسل / انت فقط اجلس واكتب والخدم هم من سيتكلفون بكل شيء..اول ماخطر على بالي مخبز الصمون الذي اكره صاحبه الحقير... والسوق.. فامي لاتعرف هذه المشاوير ابدا كنت انا واخي من ابتلى بهذه المهام المقرفة.. وحين اخبرني حسن الاعور بأ ن اذهب جريا الى دار النشر ..صعقت.... لااثر للاستعلامات والنساء المتبرجات وكعوبهن العاليات والمراجعين من المواطنين والمواطنات كان الهواء يضرب في الغرف والممرات واصوات القطط السائبة تموج وتروج مسكت قلبي رعبا وانا اسمع من يتذمر وبصوت حزين يلعلع في الممر الطويل
- لافائدة الجميع قد هرب ...ولا اثر لهم
احسست ان اجاثا قد احست ان < حسبة العرب > لاتنفع مع اللصوص
اذن لابد ان ابعث بأحد الخدم ليحسب مع ابي المسكين خسارته واوصيه الا يوقظني من نومي احد ويقطع علي ....احلامي...وهوسي...وهذياني...
تعليقات
إرسال تعليق