الثقافة -------- -------فكر وفن / مقال د. عباس الجبوري // إدارة مؤسسة فنون الثقافية العربية ......................
مؤسسة فنون الثقافية العربية
الثقافة -------- -------فكر وفن
د. عباس الجبوري // إدارة مؤسسة فنون الثقافية العربية
إن الإصرار على رؤية الثقافة ، الغاية منها في إحداث نقلة كبيرة في تاريخ الآداب والفنون
بإستثمار فكر الإنسان الذي هو من ينتج الثقافة أولاً، ويحوّلها إلى تراث وتاريخ وذاكرة ، انها رؤية مستندة إلى روح المعاصرة والحداثة تعانق الأحلام، بل تسابقها، في مسار عمل المنتديات الثقافية بالفكر الحر والملتزم و الفن الأصيل ،من رؤية ونهج يعزز الصرح الثقافي وعمومياته ومعالجة إشكالياته، والتحول إلى ثقافة مغايرة ، وفي زمن التقنيات المعاصر تبرز ضرورة البحث عن ثقافة بديلة تقبل الآخر ، وترفض الفكر المتطرف ، الذي يشيع الإقصاء ... أي رؤية ثقافية مضيئة من برامج وفعاليات وحزم متعددة ومتنوعة، تشكل لوحة فسيفسائية إبداعية، تثير المثقفين شيوخا وشبابا، هذه الرؤية قوة ثقافية وحضورا إبداعياً متنوعا يحتل مساحة للخير والعطاء والفعل الثقافي، إذ ليس هناك مجال في عصر فيه التثاؤب أو التخاذل.. ولكن فيه مجال كبير للتفاؤل بالإنجازات القادمة برؤية من كيانات ثقافية جديدة،
وهنا الرؤية تدور كلها حول محور انتهاج خطط ودراسات لا تقل أهمية عن ماهو اقتصادي وتنموي، لأن الثقافة كنز إبداعي يعوّل على ذكاء الإنسان وقدرته على تحويل الثقافة بمعناها الأدبي والإبداعي إلى منتج وقيمة يبدعها الفكر الإنساني، وهما مفردتان تترددان عادة في المعجم الفكري. لكن مع ذلك يظل الاقتصاد الثقافي إذا اعتبرناه مصطلحاً يظل مشدوداً إلى روح الثقافة ومفرداتها الإبداعية الجمالية ..
وبهذا المفهوم العام فإن الثقافة شأن اجتماعي ... معنى هذا أن الثقافة هي ما يعمله المجتمع وما يفكر فيه النخبة والمتطلعين
في ما يخص القضايا المطروحة التي يفرضها الواقع والمستقبل .. وهذا كان على الدوام من تقاليد الفكر العربي والعالمي، الذي نحن جزء منه ،ولا ننسى أن تكون نظرتنا تتطلع إلى رؤية ثقافية في حجم مشروع عالمي ..
وقبل ذلك وبعده تأتي هذه الرؤية الثقافية استناداً إلى فكر قائد دائم التطلع إلى التفوّق والنجاح والمستقبل،
قاعدته الإتحادات والمنتديات ذات تلطيف المتنوعة ، باتت ملتقى لنخبة من أصحاب الثقافة والفكر
.ولا شك أن لهذا دوراً كبيراً في إثراء جوانب مختلفة من الثقافة والأدب والشعر والفن في الحضور والتفاعل .
إننا نأمل من الأعماق بأن تحقق هذه الرؤية كل التطلعات والآمال، وأن تتاح الفرص للجميع بعيداً عن المجاملات والمحسوبية والشللية..
التي اعترت المشهد ..
ولو تحولنا إلى موضوع ثقافة الانترنت ، فهو ظاهرة القواعد الاجتماعية المتعارف عليها عصريا، إن كل مستحدث أو مستجد مرغوب فيه، وله مولعين، وكذلك أمام كل تغيير مقاومة ترفضه، وتدافع على النمط السائد. وأما التأقلم والتلاؤم بالسريع ما لم تكن هناك قناعات بالجدوى. ونوادي الانترنيت بذور الثقافة ، باعتبارها محبذة اجتماعية، إفتراضية، لكن نوادي هذه المؤسسات لم تجد المناخ الصافي والبيئة الكافية، للتأقلم والمساعدة على لعب أدوارها في التنشيط والتفعيل على غرار خدمات المعلومات والبيانات، مما جعلها تكتفي مرحليا كأساسا للمادة الإعلامية الجميلة والترفيهية أحيانا. لكن تبنيها كخيار إستراتيجي صعب دوليا ووطنيا لم يدخل ضمن حيز القوانين. لذلك سرعان ما تتفاقم سلبيات الانترنيت المعروفة أو يجري عليها تطوراً تقنياً ،لكن يبقى لإيجابياته فوائد جمة لأن فضاء الانترنيت وسيلة لا غاية ، وقد يتحول شرط التبني وفق إستراتيجيات وطنية وإقليمية ..
ومفهوم الثقافة الذي نعنيه هنا ينطلق من التماشي والرؤية ،حيث تكمن فيها تركيبة كلية ينطوي فيها مجموع المقومات الثقافية من العلوم والمعارف، المعتقدات، الفن، القيم الأخلاقية، التشريعات القانونية، العادات والتقاليد وكل ما اكتسبها الإنسان من الخبرة بوصفه
عضوا في المجتمع وخصوصاً المثقف غير الأعتيادي. وبهذا المفهوم العام للرؤيا في الثقافة، أنها شأن اجتماعي ..
معنى هذا أن الثقافة هي ما يعمله المجتمع وما يفكر فيه ويدل عليه ويفرضها الوسط الطبيعي والفيزيائي من جهة وتمليها علاقات تعايش الناس وسايكلوجياتهم من جهة أخرى ، وبإيجاز فإننا نعني بالثقافة البنية، النموذج الجديد المتناسق ، أي الموجه الاجتماعي في مواجهة قضايا العيش والبناء الحضاري والتطور فهي حقيقة اجتماعية متفاعلة متحركة حتمية وحاسمة .
تعليقات
إرسال تعليق