قصة قصيرة:وجع الغياب/ للقاصة نجوى قاسم سالم / لبنان ..............
قصة قصيرة:وجع الغياب/ بقلم نجوى قاسم سالم
ما انتهت اليه لم يكن حلماٌ ، إنما حقيقة تجسدت فجأةً أمامها ، دون سابق إنذار........
إنها سما ، الفتاة الجميلة ، التى تعرفت منذ سنتين على الشاب وسيم في احدى الحفلات الخيرية التى تقيمها الجمعية ، حيث تعمل ، وكانت سما حينها تتولى اعمال تنظيم الحفل . أما وسيم فكان مكلفاً من قبل احدى الشركات الكبرى بمساهمة مالية ضخمة لتلك الجمعية .
إنّ العلاقة التى ربطت سما بوسيم ، كان لها طابعاً مميز اً وشفّافاً ، حيث انها تطورت بسرعةٍ كبيرة لِتحتلّ مكانة بين قصص العشق التى نقرأُ عنها.
مرت الأيام والشهور بسرعةٍ ، وكانت سما حينها تعيش أجمل أيامها مع وسيم ، انه الرجل الذي طالما حلمت به وتمنته ، ولكن هناك الكثير من قصص العشق تواجه عقبات صعبة ، قد تـُحلُّ ، وقد تنتهي معها قصة العشق مـُخلِّفةً ورائها ذكريات مؤلمة.
وفِي يوم خريفي ماطرٍ ، اتصل وسيم بسما وأخبرها أنه مسافر بمهمة عملٍ لمدة ثلاثة أيامٍ ، وانه لا يملك الوقت لتوديعها، واكتفى بذلك عبر الهاتف، طالباً منها انتظاره، فردّت سما عليه قائلة : " بالتأكيد سأنتظرك" . متمنية له التوفيق والعودة بسلام .
ومرت ثلاثة ايّام ، ووسيم لم يعد ، وبدأت سما تجري اتصالاتها وتسأل هنا وهناك ، ولكن لا جواب يُطفئ نار القلق والحيرة.
فوسيم سافر بمهمة عمل ولكنه لم يعد .
ومرت الأيام وبدأ الأمل بعودته يُغادر قلب سما شيئاً فشيئاً ، والأفكار المُخيّبة للأمال والاحلام بالعشق والسعادة ، يخبو ضوؤها.
وبعد مرور سنتين ، وفقدان سما الأمل بعودته نهائياً واستسلامها للعبة القدر . رنّ هاتفها الخليوي وكان ذلك عند الساعة السابعة صباحاً ، فردّت سما ، ولكن عنصر المفاجأة بسماعِ صوتٍ منذ زمنٍ وهي تنتظره، لم يترك لها سبيلاً للتفكير بسبب الغِياب ، فتركت كل شيئ وهرعت تركض للأسفل غير مصدقة عودة حبيبها ، وما إنْ رأته حتى ركضت عليه تحتضنه وهي تزرف الدموع الممزوجة بالفرح والوجع من هول ما رأته
، فالمنظر الذي عاد به دون زِراع، أبلغها سبب الغِياب .
تعليقات
إرسال تعليق