مفهوم الفن المسرحي والبنية الإجتماعية اثناء وبعد زمن كورونا......... نظرة بين التفاعل والخمول ...مقال لادارة مؤسسة فنون الثقافية الناقد والمخرج المسرحي / عباس الجبوري / العراق ,,,,,,,,,

 مؤسسة فنون الثقافية العربية / د.عباس الوسامة الجبوري/ إدارة مؤسسة فنون الثقافية

مفهوم الفن المسرحي والبنية الإجتماعية
اثناء وبعد زمن كورونا.........
نظرة بين التفاعل والخمول ...
عندما نتحدث عن واقع المسرح عموماًوالحال الذي اصبح عليه حاليا في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها وما سببت له تراجعا ملحوظا على المستوى الواقعي, فالعروض المسرحية التي تنتج حاليا وان كان عددها مقنعا إلا أن هدفها مفقودا, بحيث أن هذا الموضوع أصبح روتينا سائدا في اغلب العروض المسرحية في نوع من الملهاة الفارغة من المضمون الفني والمعنى من كثرة تشابه الأفكار والأحداث, لذا نسلط الضوء على موضوعا يتحدث عن أهمية المسرح بالنسبة للمجتمع ولاسيما لهدف علاقة الفن المسرحي بالمجتمع، وما له من دور فاعل في معالجة قضاياه المختلفة في ظل تقلب موازين القوى المختلفة الرائجة في الساحة الفنية ، وهذه الظروف لا تقتصر عند جانب معين من جوانب المجتمع بل تمتد لمختلف الأصعدة كالصعيد الاجتماعي والاقتصادي وحتى الفكري...
وقد اجتهد المهتمون بالفكر المسرحي بإخضاع العوامل التي تفسر السلوك البشري في بنيته الإجتماعية الى التأليف والإخراج المسرحي وإبداع الممثل ،وينسب اول إستعمال لمفردة البنية إلى" اليكسيس دي توكفيل" وبعد ذلك "كارل ماركس وهربرت سبنسر وماكس فيبر ... وآخرون ". واصبح مفهوم البنية الأجتماعية يستخدم على نحو واسع في العلوم الأجتماعية خاصة بصفته متغيرا مركَّبا يرشح لتفسير حركة متغيرات اجتماعية ساهم في إنجاحها المسرح والدراسات الوضعية، قد تفتقر إلى وحدة التعريف العملي المحدد مسبقا والمتعارف عليه أكاديميا.
ومفاصل الحياة ، في تطور مطرد حيث تقوم الفنون بإعادة استخدام الأماكن القديمة والآثارية أو عن طريق إقامة المهرجانات من قبل المؤسسات الفنية لوقف زحف آفة المدنية المشوه ، بإقامة المعارض الفنية والعروض المسرحية لتعميق صورة المجتمع لاهتمامه بالفنون ، وأدت هذه المبادرات إلى زيادة الحس الفني في المجتمع.
فالمسرح يعتبر مرآة صافية تعكس واقع المجتمع من خلال ما يقدمه من عروض مسرحية نصوصها تستند للواقع الذي يعيشه المجتمع فتقتبس منه الكثير من الأحداث والوقائع ليتم تجسيدها إلى عروض مسرحية مختلفة تهدف تسليط الضوء على واقع المجتمع سواء من حيث الاستقرار أو من حيث المعاناة وطرح هذه المعاناة للنقاش والتحليل بأسلوب مسرحي ملتزم ، سواء في المسرح الجاد أو الكوميديا السوداء ،من اجل الحصول على شركاء مختلفون في الإمكانيات والأفكار من شرائح المجتمع لغرض إيجاد الحلول الناجعة والمناسبة للتخلص من هذه الظروف الصعبة التي تمر بها مكونات المجتمع وغالبا ما يسمى هذا العطاء " المسرح الجاد" وقد استطاع الفنان المصري محمد صبحي والفنان العراقي عقيل مهدي ان يجسدا اعمالهما المسرحية في تقديم شخصيات فاعلة في المجتمع ، لإثارة الانتباه لدى جماهير المسرح من حدوث تغيرات في سايكلوجية المشهد المسرحي في المرحلة الراهنة، خاصة بعد رحيل عدد من الفنانين الذين هزمتهم كورونا ..
من جانب آخر احدثت هذه الجائحة جو من العزلة بين المسرح وجمهوره ، ربما لن يفلت أحد من التفكير بالوباء، من فن أو فكر وقادر فني ومشاهد ، على وجه الأرض، من التأثر بأزمة "كورونا"، وسط هذه المخاوف وإن اختلف حجم أوطبيعة التأثُر، لكنه أمر واقع يعرفه الجميع، ودخلوا فيه. ماذا إذاً عن المسرح !! كيف سيكون تأثير "كورونا" عليه !!. سواء على مستوى طبيعة العروض نفسها، أو على مستوى المنشآت المسرحية ،وهل تسمح طبيعة الفن المسرحي الملتزم بالاستجابة السريعة، أم أن الأمر يلزمه من الوقت ما ليستوعب المسرحي خلاله ما حدث ويتأمله عميقاً، ثم يأتي الإبداع لاحقا ...
لم يخفى على المسرحيون والجمهور مجمعين على فكرة الاحتياج إلى بعض الوقت، وإن اختلفت آراؤهم حول الأشكال والمضامين المتوقعة عند الأزمة وبعد انتهائها. .
الإبداع الحقيقي في المنتج الأدبي والفني عامة لا يتحقق بشكل آني متزامناً مع مظاهر أو حوادث حياتية معينة ... هكذا ينظر أستاذ ة الدراما والنقد والمجتمع ، إلى الأمر، لأن المسرح فن المشاركة الحيَّة، اندماجاً بين مجتمع عارِض ومجتمع متفرِج ، لا مصداقية لتأثيره عاطفياً وإدراكه بعروض تزامنت كتابة نصوصها مع آنية حدث وبائي، أكان " حوفيد 19 " أو أياً ما أصطُلحت له من أسماء.
إن النتاج المسرحي الإبداعي لا بد ان يتغير ، لأنه نتاج النفس المبدعه، كاتباً كان أم مخرجاً أم سينوغرافياً أم مؤلفاً موسيقياً، وربما هذا صورة جديدة لتحديد مرحلة رماد تمحورت مع المحور الوبائي لاستخراج جواهر تجربة المكابدة والمعاناة الإنسانية في مقاومة الكارثة التي
مرَّ بها واحد مِن بين جموع البشر باتساع جغرافيا المعمورة وفق ثقافة طقوس الكتابة الإبداعية ذات المصداقية والتأثير
المتجدد في العصر الراهن ستجد عروضا من صور للحدث الماضي الذي اختفي تحت رماد حاضرها المحترق ، ومتناغمة مع سايكلوجية المشاهد للمشهد بإسلوب كوميدي ساخر ،حيث تظهر ما يظهر منها كما لو كان صورة على صفحة مياه بحرهادئة تترجرج أمام عين المشاهد أو كصور في حلم يقظة أو رؤية منتمية الى الواقع .
إن المسرح في الواقع ابن شرعي للأحداث الاجتماعية، ونحن لا نستطيع أن ننفصل عن الناس التي خسرت بضاعتها وبيوتها وأحبابها وأقاربها ..
الجميع يعانون الكثير من العنَت والظروف القاسية، لذلك أتوقع مخرجين وكتاباً وممثلين مختلفين، ليتوارى زمن ويأتي آخر غير الذى نحياه الآن، فنحن وصلنا في المسرح إلى حد الخوف من التعبير عن أوجاعنا.. صحيح أن أزمة كورونا تُعد حدثاً كبيراً وخطيراً يشهده العالم الآن، ولا نعرف متى وكيف سينتهي، لكن من الصعب أن نقرر أن تغيراً ما سيشهده المسرح العراقي والعربي، بعد انتهاء الكارثة ، هل سيبقى على الملهاة الفارغة ام يعود الى كوميديا التهريج أو يتجه الى مسرح بناء يخدم البعد الإجتماعي بإسلوب المونودراما من دون أن تراودنا أحلام نقل الواقع بما يحمله من طاقة ، مشاعر ، وآلام وآمال إلى خشبة المسرح ،؟ هذا لن يحدث أبداً، فالواقع أكثر قسوة، وأشد إيلاماً، فإذا ما تخيلنا أحد الأشخاص المحجورين في غرفة انفرادية داخل منزله، وقد أصبحت صالة بيته التي يصول ويجول فيها طوال الوقت من المناطق المحظور عليه التوجه إليها.! كذلك فإن جرس الباب يمكن أن يدق دون أن يملك الحق في التوجه للباب لفتحه، ترى كيف سيتعامل المؤلف والمخرج مع هذا الموقف على المسرح ...!!
الناقد المسرحي والمخرج
د. عباس الجبوري
قد تكون صورة لـ ‏‏شخص أو أكثر‏ و‏نص مفاده '‏كورونا المسرح A بین بين التفاعل والخمول المسرحي .د عباس الجبوري‏'‏‏
وتعليق
مشاركة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لحن الحنين/ نص لينا ناصر / لبنان ..................

من رواد الآرت نوڤو: ألفونس موتشا/ مقال للناقد محمد خصيف / المغرب ,,,,,,,,,,,,,,,,,,

رؤى .../ نص للكاتبة مها سلطان / مصر.............