الفنان والكرسي / مقال للمخرج الدرامي عزام صالح / العراق .........
الفنان
والكرسي
الفن هو الفكر النير والشكل الجميل رغم اننا استخدمناه بسوء في بعض الأحيان، يمثل وجه المجتمع المشرق وهو من يبنى وعي الإنسان في اتخاذ قراره وحريته وهو من يعبد الطريق للنهوض والوصول إلى الأهداف الساميه.
ولهذا ترى الناس يحبون الفنان ويكنون له التقدير فهو رمز العطاء والتميز وهو الوجه المعروف فتراهم يقفون إلى جانبه للتصوير معه أو أخذ توقيعه ويحاولون تقديم ما بامكنهم له محبه واحترام.
وهذا ما جعل رؤساء الدول والسياسيين ان يهتموا بشريحة الفنانين، فمثلا الفنان عادل امام والرئيس التونسي وهو يكنيه بالزعيم ويقلده قلاده ويضع له شاره على صدره، الرئيس الفرنسي يذهب إلى دار الفنانه فيروز ويقلدها القلاده، احتراما لفنها وتقديرا لما انتجته من عطاء غزى العالم بجمال صوتها واغانيهاالجميله.
وعندما ننظر إلى الفنان العراقي لم نجده يتعاطى مثله مثل الفنان في كل مشارق الأرض ومغاربها فما ان تأتي حكومه حتى يذهب متوددا لها وتبدأ رحلاته المكوكيه من الزيارات او طرق الأبواب دون أن تعبأ الحكومات به فالذين ذهبوا إلى صدام نفس الوجوه التي ذهبت إلى غيره والى اخر ولا تزال تواصل رحلاتها دون تغير في التعاطي مع الفنان. فالفنان مهمش وخصوصا بعد التغير سنه بعد أخرى حتى أصبحنا لا نعرف فنانينا لعدم اهتمام الدوله بالفن وتأثيره، وعدم جدوى وزارة الثقافه في رعاية الفن من خلال مؤسساتها الخامله والغير منتجه
وباعتقادي ان شريحة الفنانين هي السبب في ذلك لأنها لم تؤشر موقفا حاسما في البرلمان او لدى الحكومات التي تعاقبت
ابتداءا من تسنم فنانين إدارة المؤسسات وعدم القدره على إدارتها بشكل جيد وما حدث في عاصمة الثقافه وصولا إلى إدارة الوزاره من قبل شخصيات وضمن المحاصصه ولا يمتون باي صله للثقافه والفنون او قد ينشغلون بادارة وزارات أخرى والجمع بوزارة الثقافه وهذا ما حصل ويحصل اليوم. فلهذا نشاهد اليوم ان الثقافه والفن في تراجع مستمر لعدم دعم الدوله لها وعدم الاكتراث بالفن والفنان حتى بات الفنان غير معروف وليس له تاثير في بناء المجتمع . مع وجود اللقا آت المتكرره من نفس الوجوه في أحضان الحكومه وليس هناك أي تغيير في دعم الفن.
وعليه يجب أن يكون الفنان صاحب قرار في رفض هذا التعامل من تكرار التهميش المستمر من الحكومات المتلاحقه. وان تكون المؤسسات الفنيه ذات إنتاج فني عالي الجوده وان تدار من شخصيات متمكنه لا تابعه، وان ترفض المحاصصه المقيته في اختيار وزراء الثقافه
وان نجعل من الفنان قيمه عليا ذات تأثير في بنية المجتمع اسوه بالمحيط الإقليمي وان نطالب بوضع ميزانيات للثقافه والفنون توازي ما يذهب إلى الوقوف المذهبيه.
و ان نجعل من الفن والفنان مزارا من قبل الحكومات لا العكس.
تعليقات
إرسال تعليق