قصيدة / اماناً جراح العمر / عارف عاصي

 


الشاعر / عارف عاصي 



أَمَـانـاً جِـرَاحَ الـعُـمْـرِ 

=============

أَعِـيـشُ وَ نَـفْـسِـي لِـلْجَـمَـالِ تَـشَوُّقُ

وَرُوُحي اِتِّسَاعُ الأُفْقِ وَالكَوْنُ ضَيِّقُ


أُثَـابِـرُ وَ الأَحْـدَاثُ تَـقْـتَاتُ هِـمَّــتِـي

أُرَقِّــعُ جُــرْحـاً وَ الـــنِّــبَــالُ تُــمَــزِّقُ


فَـأَرْجِـعُ لِـلأَوْهَـامِ أَجْــتَــرُّ سِـحْـرِهَـا

أُخَفِّـفُ وَقْعَ الصَّوْتِ وَالـبُـوُمُ يَـنْعِقُ


وَ أَلْـقَىَ سِيَـاطـاً تَسْتَبِيحُ مَبَـاهِـجِي

وَ بِـالـظَّـهْرِ مِنْـهَا كُـلُّ جُـرْحٍ يُـلَــفَّـقُ


فَـأَهْـرُبُ لِـلـنِّـسْـيَـانِ أَشْـتَـاقُ بُـرْهَـةً

بَـعِيداً عَـنِ الأَحْزَانِ أَسْـلُو وَ أُعْـتَـقُ


وَ أَشْرَبُ كَـأْساً تَسْـتَـبِـينِي لِـغَـيْـرِهَـا

فَلَمْ تَشْفِنِي ، وَالكَـأْسُ سَكْرَىَ تُعَـتَّقُ


أُنَادِي عَلَى الغَيْمَاتِ وَالغَيْمُ مُـثْـقَـلٌ

يَــمُــرُّ  وَ دُونِـي لِـلْـمَــفَـاوِزِ يُــغْـدِقُ


أُنَاجِي اِبْتِسَامَ الرُّوُحِ تَحْتَ سِتَارِهَا

فَـيَـهْـرُبُ عَـنِّي لَـيْـتَـهُ العُـمْرَ يُشْفِقُ


هُـنَـالِـكَ وَ الأَوْشَامُ بِالـلَّوْنِ أُتْـرِعَـتْ

فَـمَنْ ذَا يَـفُـكُّ الـلُّـغْـزَ مَنَ ذَا يُـدَقِّـقُ


وَ أَنْـظُـرُ بِـالْـمِرْآَةِ أَسْوَارَ وَحْشَـتِـي

تَـشَظَّتْ بِـهَا المِرْآَةُ وَ الـلَّيْلُ مُحْدِقُ


كَـأَنِّـي وَ ظِـلُّ البُـؤْسِ رَجْـعَ كَـرِيهَةٍ

بِـهَـا الـكَـرُّ دَوْمـاً وَ الـفِـرَارُ مُـعَـلَّـقُ


أَيَا دُنْكَشُوطاً لَسْتَ وَحْدَكَ بِـالهَوَى

كِـلانَـا بحَـرب دُونَ نَـصْـرٍ يُحَـقِّـقُ


وَنَسْعَى مَعَ الأَرْيَاحِ وَالرِّيحُ أَجْمَعَتْ

لَنَا بِالحُرُوبِ الجُهْدَ وَ القَوْسُ أَخْرَقُ


أَلا يَـا رَبِـيعَ الـرُّوحِ لِـلأَمْـسِ رُدَّنِـي

هُــنَـالِـكَ طِـفْـلٌ بِـالْـهَــنَـاءِ يُـحَـلِّـقُ


يَدُورُ عَـلَى الأَزْهَارِ يَجْـنِي رَحِـيقَـهَا

وَ يَـتْـبَـعُ أَنْـدَاءً وَ بِـالـسَّعْـدِ يَخْـفِـقُ


وَ يَـهْدِي فَرَاشَـاتِ الـرِّيَـاضِ مَحَـبَّـةً

وَ يَـنْـظُـرُ لِـلأَلْـوَانِ بِـالجُـنْـحِ تَـنْـطِقُ

 

وَ يَسْمَعُ أَصْوَاتَ السَّوَاقِي فَيَنْـتَشِي

وَ يَـنْـظُـر لِـلـرَّبْـوَاتِ بِـالحُبِّ يَخْـفِـقُ


وَ يَعْزِفُ نَايَاتِ الجَمَالِ مَعَ الضُّحَى

وَ فِي الـلَّـيْلِ يَـتْـلُو لِـلْحَـكَايَا يُنَـمِّقُ


نَقَيٌ وَ كُلُّ الكَوْنِ بِالرِّجْسِ قَدْ عَوَىَ

ذِئَابٌ عَلَى الأَغْنَامِ تَسْطُو وَ تَسْحَقُ


فَـلا لَـمْ يُـحَـرِّكْ بِـالـهُـمُومِ سَـوَاكِـنـاً

وَلا الحِقْدَ يَدْرِي بَلْ يَدُوسُ وَ يُزْهِقُ


يَرَى الـنُّورَ سِرّاً لِـلْجَمَالِ عَلَى المَدَى

فَـيُـرْسِـلُ أَشْـوَاقَ الـحِـيَـاةِ تَـرَقْـرَقُ


أَمَـانـاً جِـرَاحَ الـعُـمْـرِ فُـكِّي إِسَارَنَـا

شَـكَى الـقَـيْدَ مِـنَّا مِعْصَمٌ وَ المِرْفَقُ


أَعِـيدِي ضِيَاءَ الصُّبْحِ مِلْءَ جُفُونِـنَا

وَ رُدِّي بَـرَءاتٍ بِـهَـا الـرُّوحُ تُـشْـرِقُ

=========

عارف عاصي


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لحن الحنين/ نص لينا ناصر / لبنان ..................

من رواد الآرت نوڤو: ألفونس موتشا/ مقال للناقد محمد خصيف / المغرب ,,,,,,,,,,,,,,,,,,

عن الوطن لا تكتبين - ندى عبد العزيز