مسرح عربي ام مسرح ناطق بالعربية / حسام الدين مسعد
#مسرح_عربي_ام_مسرح_ناطق_بالعربيه؟
بادئ ذي بدء فأنا لا اقلل من التجارب المسرحية الجاده التي سعت الي نقل المسرح بشكله التقليدي إلينا وأثمن هذه التجارب لكن ما اسعي الي بحثه بعد ما يقرب من حوالي قرنين من الزمن وفد إلينا المسرح فيهما بقالبه التقليدي والمتعارف عليه حتي المحاولات الأولي في نقل هذا الوافد لنا لا تعدو محاولات تعريبيه لنصوصه ولم نستطع كسر الهيمنة الغربيه للمسرح إلا مع محاولات وتجارب اعتمدت علي التراث العربي كتجربتي «الفريد فرج» و«علي احمد باكثير» ومن بعدهما تجربة المغربي« عبد الكريم برشيد» في المسرح الإحتفالي والتي حاولت خلق قالب او شكل مسرحي عربي له سمته المميزه له الي أن آتي الشهيد الجزائري« عبد القادر علوله» ليكسر الهيمنه التقليديه للمسرح بعلبته الإيطاليه ويخرج بالعرض المسرحي الي خارج العمارة المسرحيه موظفا الحلقه كشكل عربي وموظفا التراث ليقدم لنا تجربة عربيه خالصه هي مسرح القوال او السارد ورغم تأثر «علوله»بمنهج الألماني ( بريتولد بريشت) إلا أن تجربة القوال او السارد تعد من أهم التجارب العربيه التي أسست لقالب مسرحي عربي خالص بل إن الدراسات والمناقشات التي عقدها «علوله» بنفسه علي المتلقي ومعه كانت لها الأثر البالغ في تحليل سيكولوجية المتلقي العربي وإستعان بها الباحثون في تحديد القضايا التي تهم هذا المتلقي وتزيد تفاعله مع العرض المسرحي .
وبعد عودة ظهور عروض مسرح الشارع في وطننا إبان ثورات الربيع العربي وكأي تقليعة جديده يتشدق بها المجددون او دعاة التغيير من إجل التغيير دون الغوص في فلسفة او قيمة ما يقدمونه من عروض في الشارع إختلط الشائع بعروض الشارع ونتج السؤال الجدلي مسرح شارع؟ام مسرح في الشارع ؟وتباري النقاد والباحثون في تحديد الأنساق المفاهيميه لعروض مسرح الشارع بل إن البعض ذهب لنفي وجود ما اطلقوا عليه مسرح شارع .
حتي عندما أعلنت الهيئة العربيه للمسرح إختيار يوم العاشر من يناير اليوم العربي للمسرح تعالت اصوات تستنكر ذلك وتطلب تفسير لإختيار ذلك اليوم تحديدا .
إن الحقيقة الدامغه هي أننا لا نستطيع أن نتكشف نسبية الحقيقه او اننا لا نستطيع تصويب معرفة جبلنا عليها في الصغر او إن الميكافيليه سيطرت علي أفعال البعض منا فأصبح النقد يفتقد الي أهم وظائفه وهي أن يكون بمثابة النذير الذي يضيئ مصباحه لينير لنا الدرب الصحيح .فتغاضت عيوننا عن أن الإشكالية تكمن في البحث عن القالب كي لا يكون ما نتتجه من عروض مسرحيه ناطقة باللغة العربيه فقط بل يكون لها قالب عربي مميز لها او بالأحري دعونا نغرق انفسنا في المحليه حتي نستطع أن نخرج للعالميه بتجارب ذات قالب عربي خالص ولدينا مما اطلقوا عليه ظواهر مسرحيه ما يشكل قالب مسرحي عربي
واسمحوا لي أن اضرب مثال يمكننا أن ننطلق منه «فالمولويه»هذا الشكل العربي الإسلامي الراقص يمكن من خلاله طرح قضايا تتعلق بالإنسان وقضايا الوجود والصراع بين المادية الجدليه والميتافيزيقا وقس علي ذلك .ولا احدد ولكني اقترح وقد يكون مقترحي هذا مجرد هرطقة من شخص مازال يحمل قوميته ويؤمن إن لدينا الطاقات الإبداعيه القادره علي خلق قالب مسرحي عربي لا تعريب مسرح وفد إلينا من الغرب .
وجهة نظر مصري عربي يدعي
حسام الدين مسعد
تعليقات
إرسال تعليق