خاص / فنون / تغطيات / رحلة البحث الإنساني في زمن الكورونا / ممثل مؤسسة فنون الثقافية الناقد السينمائي / بشتيوان عبدالله احمد / اربيل / العراق ,,,,,,,,,,,,,,,

 رحلة البحث الإنساني في زمن الكورونا

بشتيوان عبدالله احمد
نظم البيت الثقافي في اربيل ،يوم الخميس الامس المصادف ١٤ من شهر كانون الثاني ٢٠٢١، عرضاً سينمائياً لفلم (2038) لمخرجه محمد نوري وبالتعاون مع مهرجان سينما ضد الارهاب في دار عرض (اهل الفن) وبحضور عدد من المختصين بالمجال السينمائي .
والفلم من بطولة الفنان طه المشهداني وتدور احداثه في مكان غير معروف ويتناول معاناة الانسان مع الاوبئة والكوارث والخسائر التي تخلفها ، حيث يتجمع الناس في مكان مخصص لمعرفة هوية الضحايا ، ويصور فاجعة الابن بأبنه والبنت بوالدها والام بولدها حيث الجميع يترقب ويبحث عن أي دليل لمعرفة المصير الذي أنتهى اليه ذويهم وأحبائهم .
ومع ان الفلم لا يتناول جائحة كورونا بشكل مباشر الا ان الاجواء والرموز كانت قريبة جداً من معاناة البشرية في الوقت الحاضر مع هذا الوباء ، حيث نجد الكمامة وسجل الوفيات وسيارات نقل الموتى وطوابير الاستفسار عن مصير الضحايا وهي جميعاً مشاهد تقترب من تصوير الواقع الحالي الذي تعيشه البشرية في ظل جائحة كورونا. علما ان الفلم تم انتاجة عام ٢٠١٨ قبل فاجعة كورونا والفلم تنبى بذلك .
وبعد انتهاء الفلم جرى فتح باب النقاش والاستفسارات التي أجاب عنها المخرج محمد نوري ، مبيناً ظروف أختيار الاماكن والابطال والرسائل التي سعى الى أيصالها من خلال فلمه الذي ينتمي الى فئة الافلام الروائية القصيرة .
وبشأن الرسائل الحزينة التي يحملها الفلم أكد المخرج انه انتج فلماً ينتمي الى سينما الواقع التي تصور حياة البشر بشكل مجرد وحقيقي وبعيد عن التزويق والتجميل ، لكنه في نفس الوقت يحمل رسالة أمل بغد افضل ومستقبل أجمل من الحاضر الذي تدور خلاله احداث الفلم .
والفلم يحمل مضامين ورسائل مختلفة فهناك الغموض والترقب في المكان والشخصيات المشغولة بالبحث عن احبائهم او عن ذواتهم وهناك الملامح المتعبة والحزينة والمترقبة والتي تختفي اغلب ملامحها خلف الكمامات ، والذي يصور واقع العالم الذي ينوء تحت الكوارث من اوبئة وتلوث وماتخلفه من أحزان وفواجع .
الى ذلك أوضح مدير مهرجان (السينما ضد الارهاب) المخرج اياد جبار ان مخرج وصانعي الفلم تمكنوا من الفوز بتحدي الفلم الروائي القصير والذي يحتم على صانعيه ان يختزلوا رسالتهم بوقت محدد وقصير وبأماكن محدودة ، متقدماً بالتهئة الى مخرج الفلم والكادر الذي قاده بنجاح لتقديم هذا العمل .
وكان ختام الامسية بتقديم مسؤولة الوحدة الثقافية في البيت الثقافي هدى العاني شهادات تقديرية لمخرج الفلم محمد نوري وللأستاذ جوهر انور رشيد صاحب دار العرض السينمائي بينما قدم المخرج اياد جبار هدية تذكارية لمخرج الفلم معرباً عن سعادته بهذا التعاون وأمله بتطويره في المستقبل بما يخدم عموم المشهد الثقافي وصناعة السينما على وجه الخصوص .
هذا ورغم ان انتاج الفلم يعود إلى عام ٢٠١٨ ومن انتاج قنوات كربلاء الفضائية ومهرجان النهج َ الا ان الفلم لم ياخذ حقه من نصيب جيد في، التعريف والتسويق.
الفلم يحوي في طياته مفاهيم متعددة الرؤية، بحيث يفسر ويحلل من عدة وجهات نظر مختلفة. ورغم سوداوية الفضاء و دلالات المكان والقيمة الفكرية للفلم. لكن هنالك أفق متعددة للخروج والهروب من هذا الفضاء و المحاولة نحو الخلاص.. ونشاهد ذلك من خلال رحلة البحث للشخصيات عن أنفسهم وعن أشخاص يحبونها
او من خلال رمي الكمامة من بطل الفلم طة المشهداني كحالة لرفض هذا الواقع الأليم. او عندما نرى صبيا لابس تيشرت مكتوب عليها عبارة احتاج اوكسجين نقي.. هذة الدلالات المتعددة الرؤية والتفسير أعطت قيمة فكرية وفنية للفلم. وهنا لابد أن نشير بدور التصحيح اللوني. الذي اعطي دهشة بصرية وهوية خاصة لفضاء الفلم. والتصحيح اللوني كان من تنفيذ. الفنان علي البياتي..


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لحن الحنين/ نص لينا ناصر / لبنان ..................

من رواد الآرت نوڤو: ألفونس موتشا/ مقال للناقد محمد خصيف / المغرب ,,,,,,,,,,,,,,,,,,

رؤى .../ نص للكاتبة مها سلطان / مصر.............