رقابة النشر والتوثيق /مقال عبد الكريم احمد الزيدي العراق/ بغداد............

 رقابة النشر والتوثيق

..............................
تعلمنا منذ الصغر بان الاختلاف والتباين في الأشياء امر مطلوب ، فَلَو تشابهت تعقدت حياتنا وانكمشت وثارت نفوسنا واحتدمت..
وهذا الكيف في التصريف له حكمة وهدف وغاية ، ما اريد ان أتطرق اليه في هذه العجالة الى ان الاختلاف مطلوب في كلالامور لكي يماز الطيب من الخبيث وتتنوع لنا الاختيارات والتصرف والحكم والقناعة..
وحتى أتوقف عند مقصود الطرح هذا ، لابد لي ان أخوض قليلا في خصوصية ما استوقفنا الحديث.
كلنا يلاحظ الكم الكبير من الكتابة في الادب وتفرعاته ان كان في النشر الورقي او الإلكتروني او سواهما من الوسائل التي إتاحتها لنا تكنولوجيا العصر ، وصرنا ندخل الى مواضيعها ببساطة ولين وسهولة..
لكن المشكلة في هذا الحدث الذي اخذ يؤرق الأدباء وذوي الاختصاص والمهتمين الى حدود هذا التوسع وشروطه واحكام تقييمه وطرق السيطرة والبيان ، اقول بان هذا الحدث اصبح يشوش في اسس وقواعد النظم والبناء والفكرة والنضج ..
وحتى لا اطيل في الحدث وأفضي الى ترتيبه وعنوانه ، فقد استشرى هوسا عارما في وسائل التواصل الاجتماعي تحت مسميات عدة اتاحت لها شبكات النشر والتوثيق فرصا لتطفو فوق مساحات الادب وفروعه ، ولكي لا اظلم عمن اتحدث عنهم فان البعض حافظ على أصول وفن وقواعد الانتقاء والجذب فصار عنوانا للأحقية في التفرد والتميز..
واخطر ما في الامر ان نستقبل من البعض نشرا تحتويه الأخطاء في الكتابة والقواعد والإملاء وهي من بديهيات التعليم والتثقيف والقراءة والمطالعة لا تتلائم وما نشرع في الحفاظ على ارث اللغة وتوصيفها ، تلك التي تدافع وتتحلق حولها شبكات النشر والتوثيق..
وهنا لابد من الاشارة الى دور الرقابة والتمحيص والتدقيق للجهات التي تتبنى النشر وخاصة التوثيق فيه ، ومسؤولية القائمين عليها والمتصدين لها..
وانا لا اجد عيبا في قبول النص الذي تتوفر فيه اسس الكتابة والنظم شريطة ان يكون جامعا لأصولها وفنها، وهذه لاتَأتِي من فراغ وإنما تبنيها الفطرة والموهبة والاطلاع والتعلم وما تزينها من الحنكة والمهارة وحسن الانتقاء والخيارالصحيح وسلامة لغة الكاتب وأصوله..
وهنا يأتي دور الناشر والموثق للنص وخبرته ومعرفته في القراءة اولا وتقييمه لموضوع وفكرة وهدف الكتابة ومتانة النص وموضوعه ، ومن المفيد ايضا ان يأخذ دور التشجيع والتحفيز والثناء على خيار الحدث وانتقاءه..
أتمنى من جميع الناشرين ان يتمحصوا في النص ومعناه وثراءه ومبتغاه وقبوله ومستواه ليصل الى القارئ والمتلقي كما يراد له سهلا ممتنعا ينسجم وخياره للجمهور وواضحا بصوره وتوصيفه وترتيب حدثه ليتكامل في ختامه بلوحة ادبية تتميز بمحتواها وغاية الكاتب ومبتغاه..
.................................................
عبد الكريم احمد الزيدي
العراق/ بغداد
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، ‏‏‏وقوف‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏‏
أعجبني
تعليق
مشاركة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لحن الحنين/ نص لينا ناصر / لبنان ..................

من رواد الآرت نوڤو: ألفونس موتشا/ مقال للناقد محمد خصيف / المغرب ,,,,,,,,,,,,,,,,,,

رؤى .../ نص للكاتبة مها سلطان / مصر.............