يَسألُني الوردُ الجوريُّ بألوانِه / للبهي محفوظ فرج المدلل / العراق ,,,,,,,,
لوحات الفنان ستار كاووش
إلى Sattar Kawoosh
———————————
يَسألُني الوردُ الجوريُّ بألوانِه
والزهرُ المُتَعَدِّدُ في الأشكال :
كيفَ لنا أنْ نحصلَ من سَتّار
على ألوانٍ تحظى فيها لوحاتُه
لِنُزَيِّنَ منْها وَجَناتِ الأكمامِ
كيفَ لنا أنْ نوقِظَ فينا عَبَقا
يَتَخَيَّلُهُ الرائي
مثلَ النظرِ لِلَوحتِهِ حين
تُدَقّقُ فيها
تَبعثُ فيكَ الحبَّ
الأملَ
وَتَبْعثُ فيكَ سلاماً
بِمقابلِ أنْ يهدي زهرُ القدّاحِ
إلى سَطحِ اللّوحاتِ عَبيره
والوردُ الجوريُّ يُضَمِّخُ أطُرَها في عَبَقٍ
يَبْعثُهُ مِنْهُ نَداهُ وأثيره
قُلتُ : كما أعْطاكُنَّ اللهُ القُدْرةَ
أنْ تُصْبِحْنَ رموزاً لِنقاءٍ وصفاءٍ
يشرحُ صدرَ الساقيةِ
لَكُنَّ وَتصْبِحُ مرآةً
لِمَزيجٍ مِن ألوانٍ مِنْكُنَّ
تَرَقْرَقُ بجمالٍ أخّاذٍ
يَخْلبُ لبَّ عصافيرِ النارنج
فتهوي تروي ظَمأها
تَغْمِسُ أَجْنِحَتَها
ظنّاً منها أنْ تَتَزَيّا بِبريقِ الماءِ
أعطى سبحانَ اللهِ لكاووش
القدرةَ أَنْ يَتَخَيَّرَ أحلى ما خلقَ اللهُ
من الأشكالِ ومن الألوانِ
يعطي الأوْجهَ ضوءاً قَزَحِيّاً
تَتَرَصَّعُ فيهِ العينُ
بِبُعدٍ لا متناهي
وتهوي نحوَ القُبَلِ مَجازاً فيها
أفئدةَ العشاقِ وَتغطِسُ في بحرِ
حنان
وَتُحَدّثُكَ بأنَّ القابلَ
أحلى والقادمَ أجملَ
حينَ نُطَهِّرُ أنفسَنا
مِنْ أدرانِ الماضي
خُطوطُ وألوانُ الفنّان
غَوضٌ في الأعماقِ
يرى من يوغلُ فيها
أنَّ مراميها ليستٌ عَرَضاً
لكِنْ جوهرُها يَقْرأُ في كُنْهِ
الانسان
هي كتلةُ فرحٍ وسعادة
سألتْنِي فاتِنَتي مرّة
عنِ اللّوحاتِ المختارةِ من سَتّار
لنصوصي :
أَوَ تعْرفُهُ ؟
قلتُ : نعم أعرفُ أنّي ما إنْ أتأمّلُ
في إحدى لوحاتِه
أصبحُ أقربَ منهُ إليهِ
فَتُحاورُني منهُ نصوصي الغزليّة
قالتْ : أطلعْتُ صديقاتي
عن بعضٍ من لوحاتِه
فَتَمَنَّيْنَ قِماشاً يُشبِهُ سطحَ اللّوْحاتِ
لستار
يَتَزَيَّنَ به قمصاناً
يَلتَمُّ به التفّاحُ الناريُّ المَخبوءُ
وراءَ الأزرار
وتَمَنَّيْنَ مراودَ كُحْلٍ يرسمُ بسمةَ
أعيُنِهِنَّ كما خَطَّت يَدُهُ
البَسْمةَ في نظراتِ نساءِ التِركْواز
د. محفوظ فرج
تعليقات
إرسال تعليق