القارئ الضمني / دراسة تفكيكية في شعر ابراهيم حسونة / محمد زغلال محمد / المغرب ...........

 ★ القارئ الضمني ★★

اما القارئ الضمني ، هو الذي يكون مستفيدا من انفتاح التنظيرات الحديثة المعاصرة ، التي فتحت امامه آفاق واسعة لدراسة النص دراسة معمقة ، مستعينا في ذلك بتعدد التقنيات والاليات الموظفة ، منهجيا ، بل وتناقضها احيانا في قراءته لنصوص معينة ، فيصبح طرفا فاعلا في النص ، مشاركا بشكل كبير في عملية الفهم ، انطلاقا من تاويلاته المتكررة واستبدالاته اللامتناهية للمفاهيم المتناهية فيتضح للناقد ، ان هناك بنيات شعرية تحتوي على الفاظ بانية ومنبهة الى حقيقة وجود نص او موضوع بعينه ، يعمل على أثارت انتباهنا بهدف التركيز على نص اخر بغية اكتشاف كل الصلات الحسية النشطة المكونة له ، علنا ندرك ان بناء الرؤية العميقة للمفاهيم المستعملة على مستوى النقد تتطلب الانتباه الى القيمة الحسية لتعدد البنيات في النص الواحد .
كما يقول : مطاع الصفدي ، في كتابه (خطاب التناهي ) " ولهذا فالخطاب اللامتناهي الذي ينسف الحدود كلما قامت ، انما يهدف في النهاية إلى تقويض المحدود او استلاب ما يؤلف محدوديته الخاصة " ___ اذ من نسف الحدود التي يقيمها القارئ المثالي حول النص باعتباره عملا محدودا ، يجد القارئ الضمني دريعة للنزول الى قعر النص واستقصاء اعماقه ، اي انه يجد لذة في عملية الحفر والتخريب ، كي يعيد صياغته حسب ذوقه .
فهذه القراءة المتكررة للنص ، تمكنه ، من استكشاف بعض الاختلالات في البناء تتراوح بين اختلال في طبيعة الفكرة ، واخر في وظيفة اللغة المستعملة . فيؤمن ان النص مهما كان نوعه ، لن يخرج عن نطاق محدوديته الفكرية ، لان الصلات المتعلقة بعملية الابداع ، لن تتأثر ، سواء مورس عليها التفكيك او التركيب ، وهي عملية شرعية ينهجها القارئ الضمني كي يجدد قدراته المعرفية في سياق ادبي .
يقول ابراهيم العسافين في دراسته (إشكالية القراءة في النقد الالسني ) . ان " القراءة وحدها تعشق الأثر وتقديم معه علاقة شهوة " --- لان النص حقل دلالي خصب تتعدد معانيه وتختلف قراءته مما يجعله يتسرب إلى خطاباتنا ويستحوذ على ذواتنا . عندما يتعلق الامر بالذات المبدعة فإن صاحب النص يلجأ إلى الإنتقائية في اللغة والمفاهيم المؤطرة لها وكأنه يمارس نوعا من الحب النرجسي ، او يسعى إلى خلق توازن بين الحب والانتماء .
يقول علي حرب ، في كتابه . ( قراءة ما لم يقرأ . نقد القراءة ) . " فالنص مثل الجسد ، قد يراود (القارئ ) عن نفسه ، فيغريه ، ويفتح شهيته للكلام ، ويحرك رغبته في المعرفة ، فيلتذ القارئ ، ويؤثره ويشتاق اليه " --- فيسعى من خلال هذه الكتابة إلى خلق روابط اكثر وضوحا تستمد اشكالها من العوامل التي تنجيه من السقوط في المغالطات التي تحمي التعبير عن كل ابتذال ...
قد تكون صورة لـ ‏‏‏٦‏ أشخاص‏ و‏نص‏‏
١

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لحن الحنين/ نص لينا ناصر / لبنان ..................

من رواد الآرت نوڤو: ألفونس موتشا/ مقال للناقد محمد خصيف / المغرب ,,,,,,,,,,,,,,,,,,

عن الوطن لا تكتبين - ندى عبد العزيز